(1)
التلميذ:
مستواي كان سيئا في كتاباتي السابقة..
لأنه نتاج ما كنت أقرأ من كتاباتك!
الأستاذ:
شكرا
ولن ألومك بدوري..
فقد تصرفت مثلك تماما مع أساتذتي!
(2)
(نفح)
لعلك لا تتذكرين يا أمي
لكنني ما نسيت!
عندما كنت يافعا..
قبل ثلاثة عقود..
ما إن نبتعد، أنا وأخي الذي يكبرني قليلا، عن منزلنا القديم، بضع خطوات
حتى تتبعينا مسرعة..
تصعدين فوق سطح بيتنا الحجري
تهتفين لنا بالعودة..
ثم تلقين لنا مصروفنا اليومي السخي
وتبتسمين!
كنت قد بعت بقرتك الوحيدة بمبلغ زهيد!
فعلت ذلك معنا كل صباح
حتى أتيت على كامل ثروتك..
(3)
(لقيا)
منذ رحل قبل عقدين تقريبا
لم أعثر له على صورة
واليوم
بينما كنت أقلب في أوراقي القديمة
وجدت صورة يتيمة له
طرت فرحا بها
احتضنتها بعينيّ
كنت أتأمله كما لو أني ألتقيه من جديد بعد طول غياب
شعرت باشتياق كبير إليه
لا أتخيل أحدا في الدنيا يمكن أن يشبهني مثله
يخاف علي ويحرص علي مثلما يصنع
يتفهمني كما كان يفعل
في زحمة هذه المشاعر وأنا أدقق في ملامحه
أتأمله من خلال الدموع
أحسست أن لقاء يجمعني بأبي الحبيب بات قريبا جدا
قريبا كالموت!
(4)
(قدر)
في تلك الليلة
ليلة الفرح
دموع سالت. ودموع..
أم العروس..
وأم هناك في إحدى زوايا الحفل
ترثي صبا ابنتها الذابل!
(5)
(عدل)
سؤالي عن حالها بدا نوعا من العبث..
أجابت بصوت محترق وعينان تذرفان حزنا:
- بخير.. ثم استدركت:
- الغيرة أتعبتني يا ولدي!