صدرت عن الدار العربية للعلوم.. ويقول المؤلف في جزء من الرواية: في الصباح تبدو شوارع الأحياء القديمة مجهدة وحية ونابضة بالحياة.. فيها يقبع ما تبقى من روح هذه المدينة.. ليس فقط من البنايات القديمة بل العلاقات الدافئة والأشياء التي تجاهد لتحتفظ لنفسها بموطئ قدم في مدينة تكبر.. وتتغير.. وتزدحم.. وتكفهر.. ولا تشيخ.
وكلما ازدادت المسافة بين الأحياء الراقية الجديدة التي ترتسم صور القاهرة الحديثة اقتربت هذه الأحياء القديمة من المتحف المفتوح فكأن سكانها في مقاهيهم القديمة.. وحوانيتهم المتواضعة الضيقة.. وشرفات منازلهم المتآكلة وشوارعهم المليئة بالحفر يقدمون عرضا طبيعيا لصورة زمان ولى وعندما يزور القاهريون الأكثر حداثة هذا المكان - الزمان إنما يريد كل منهم أن يرى صورة ماضيه بحنين لا عقلاني ممزوج بالتعالي والإشفاق على سكانها بينما سكانها مقتنعون بشكل راسخ بأنهم في المكان الذي ينبغي أن يكونوا فيه.. وهم من ثم يستخدمون كثيراً تشبيه علاقة السمك بالماء لوصف علاقتهم بعالمهم.