الأديب يحيى حقي اشتهر بكتابته للقصص ولكنه مهتم بالشعر.. وقد صدر عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر كتاب بعنوان (هذا الشعر) وهو يتضمن ما كتبه يحيى حقي عن الشعر العربي.. وجاء في المقدمة: ليس غير يحيى حقي من أتيحت له هذه القدرة الخارقة على النفاذ إلى سر من اسرار العربية وهو الشعر..
وحده هذا المبدع أتيح له من رهافة الحس والتغلغل في صميم الكلمة العربية جرسا وموسيقى وظلا وإيحاء وأصواتا ما جعله يستشرف هذا الفضاء الشعري الرحب وهو يقدم درساً في التذوق الراقي.
المثير للدهشة أن يقوم بهذه الرحلة الحافلة بالأسرار والكنوز والمكتشفات قاص يثبت لنا في كل فقرة من تحليلاته أن الشعر بمعناه الحقيقي يسكنه.
الشعر بوصفه ماء وكيمياء كما كان العرب يقولون حين يتحدثون عن مائيته وكيميائية والشعر بوصفه جمالاً روحياً ونبضاً إنسانياً.