تنعقد المسابقة سنوياً للتنافس في حفظ القرآن الكريم, ولنحتفل جميعاً بتكريم ثلة مباركة من الشباب من مختلف الدول الإسلامية حملوا في صدورهم القرآن الكريم, تنافسوا في حفظه وضبطه, نحتفل بهم في بلاد حرص ولاة أمرها على خدمة القرآن الكريم من خلال مجالات مختلفة, فمن الطباعة المتميزة إلى المدارس المتخصصة في تحفيظه, في التعليم العام والتعليم العالي, والتعليم الخيري, مروراً بالمسابقات المتنوعة في التنافس على حفظه محليا ودولياً. والمسابقة أحد أوجه اهتمام الدولة بالقرآن الكريم, فهذه المسابقة من أفضل وسائل التنافس في حفظ القرآن وتلاوته بين الشباب, وزرع روح الأخوة بين المتسابقين من شتى بقاع الأرض, كما أنها من أوائل المسابقات القرآنية على مستوى العالم, حيث لاقت استحساناً كبيراً في عموم البلدان الإسلامية, وحصل الإقبال عليها بكل جدية ولا سيما إقامتها في أشرف بقاع الأرض مهبط الوحي مكة المكرمة زادها الله تشريفاً وتعظيماً. إن المتابع لهذه المسابقة ليجزم أنها حققت وتحقق أهدافها المرجوة, ومن ذلك أن عدداً من الدول استفادت من التجربة ونظمت مسابقات محلية. فكان لها الريادة في هذا المجال حيث جذبت شباب الأمة الإسلامية في أصقاع الأرض كافة للانضمام إلى حلق القرآن, ومجالس التحفيظ, وحفزتهم للمشاركة والتنافس في حفظ كتاب الله, وكان لها الأثر القوي في حفظ الناشئة من المخاطر التي تحدق بهم, وحصنتهم ضد كل ما يضرهم وربتهم على منهج الوسطية والاعتدال واحترام الآخرين. وبما حققته المسابقة من النجاحات الكبيرة هي مشروع عظيم متميز للعناية بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتفسيراً, فهنيئاً لكل مشارك فيها لما يلقاه من الاهتمام من قبل بلادنا المباركة وقادتها. وأذكر حفظة كتاب الله بواجبهم العظيم تجاه دينهم من خلال التخلق بتعاليم القرآن, والحرص على آداب الإسلام لخدمة دينهم وأوطانهم, والتعامل مع الناس بحكمة وسماحة.