غيب الموت المفاجئ بسكتة قلبية الشاعر والأكاديمي والباحث الأستاذ الدكتور أسامة عبدالرحمن رحمه الله بعدما اختار العزلة والنأي عن عالم الإعلام وأسلم روحه لبارئها في منزله بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
لم يكن رحيل الشاعر والمفكر والباحث والإداري - د. أسامة عبد الرحمن - عابرا على الساحة رغم أنه رحمه الله لم يسوق لنفسه ولم يبحث عن الشهرة ونأى عن الإعلام ولكنه ظل علما معروفا بين زملائه وطلابه ومحبيه داخل وخارج الوطن
- د. عزت خطاب -الأكاديمي والأديب المعروف عبر عن حزنه لفقد الراحل وقال تزاملت مع الراحل رحمه الله في جامعة الملك سعود فترة طويلة وتقاعدت قبله حيث إني التحقت بالجامعة قبله بسنين قليلة ثم تقاعد فيما بعد رحمه الله كان رجلا فاضلا لطيف المعشر سريع البديهة كان يحفظ كثيرا من الشعر بل إنه هو شاعر وله العديد من الدواوين عالم وباحث في شؤون النفط جمع بين الأدب والعلم وهذا يعتبر نعمة من الله فأنت إما أن تجد أديبا متفرغا أو عالما أما ممن يجمع بين الاثنين فهذه نعمة من الله كان رحمه الله أستاذا ناجحا وإداريا ناجحا كان عميدا لكلية التجارة بجامعة الملك سعود وكان ذو بصمة واضحة في مسيرة الجامعة.
كان بعيدا عن الأضواء وهذه سمة العالم الباحث ولكن المتخصصون يعرفونه وعندما كان ينشر شعره كان معروفاً.
العالم المتفرغ لا يهمه ما يقال عنه لكن يهمه آراء زملائه المتخصصين.
ثم إن طلابه وزملاءه وحتى خارج الجامعة يعرفونه حتى في دول الخليج وهناك كتاب طبعته له الكويت.
- فيما يعتبره د. عاصم حمدان صديقا عزيزا ويضيف حمدان أنه من أسرة علم فوالده المربي الأستاذ عبد الرحمن عثمان وعمه الأستاذ أحمد عثمان كانا أبرز مدرسي دار العلوم الشرعية أقدم المدارس النظامية في المدينة المنورة وكانا يجيدان اللغة الإنجليزية في وقت مبكر
الأستاذ عبد الرحمن كان يحب الشعر ومعظم أبنائه كانوا كذلك وفي مقدمتهم أسامة الذي جمع بين قول الشعر والإدارة والاقتصاد وكان قادرا أن يشخص الداء ويضع الحلول الناجعة.
د. أسامة تجاوز البعد المحلي للبعد الإقليمي وأنا أضعه في مقدمة المفكرين في بلادنا فقد كان مثقفا موسوعيا وليس شاعرا فقط ويعد شخصية فكرية ومعرفية.
كان من جيل الأكاديميين الجيل الذي يربط بين جيل الرواد والجيل الذي تلاه.
أسامة عبد الرحمن واحد من الأفذاذ وقد خرج جيلا في جامعة الملك سعود.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وحسن العزاء ونخص جامعة الملك سعود.
وإنها لفتة أن يقوم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان ولي العهد بتعزية أسرته وكذلك قيام عدد من الشخصيات بالعزاء.
- الكاتب: فاروق با سلامة: يعتبر أن ذكرى الراحل خالدة في قلوب من استفاد معنويا وأدبيا من شعره فقد ولد رحمه الله في المدينة المنورة سنة 1362هـ ودرس الدراسة العامة في مدارسها ثم التحق بالجامعة الأمريكية في واشنطن ليتخصص في الإدارة العامة وكان ذلك محض إرادة جعلته عميدا لكلية الدراسات العليا لجامعة الملك سعود وقد تولى بعد ذلك عملا استشاريا غير متفرغ في وزارة المالية وكذا في ديوان الخدمة المدنية الذي أصبح فيما بعد وزارة الخدمة المدنية ثم وزارة التعليم العالي ووزارة التخطيط.
ولعل القراء المخضرمين يتذكرون ديوانه الأول: واستوت على الجودي، ذلك الديوان الشعري الخالد ثم أتبعه بديوانه: شمعة ظمأى، ولعب دورا كبيرا في قول الشعر ومن ثم أخرج ديوانه: بحر لجي.
هذه الدواوين لهي خير ما قاله الشاعر أسامة عبد الرحمن عثمان رحمه الله وينبغي لها دراسة جامعية واجتماعية.
أما الشق الثاني من مؤلفاته فهو كتابه: البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية، وهذا الكتاب يعطي أهمية لمن أراد أن يتعرف على إدارات وقضايا الوظائف والنفط والتنمية
أما كتابه الثاني فليس أقل أهمية «الثقافة بين الدوار والحصار» وهو يعكس هموم التنمية الثقافية في الوطن العربي.
رحم الله شاعرنا أسامة عبد الرحمن عثمان وتغمده بالمغفرة والرحمة والإحسان وأدخله مدخلا كريما.
- الأستاذ: أحمد عايل فقيهي - الكاتب والشاعر المعروف، والذي كان له شرف ختام الحوارات الصحفية مع الراحل في عكاظ يقف على علاقته المميزة بالراحل ويقول علاقتي بالدكتور أسامة عبد الرحمن علاقة امتدت لسنوات وكنت على اتصال به باستمرار وكان بالمقابل على اتصال بي وكان الحوار يدور في قضايا الفكر والثقافة والشعر.
وأنا كنت أنظر إليه من زاوية الصديق والأستاذ ولقد استفدت من كتبه خاصة عندما أصدر كتابه: البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية، عن سلسلة عالم المعرفة بالكويت وما تلاه من الكتب التي أصدرها عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت منها: المأزق العربي الراهن، المثقفون والبحث عن مسار، المورد الواحد.
ثم الكتب الأخرى التي تناول فيها قضايا: النفط والقبيلة والعولمة، والإسلام والتنمية، وكتاب: عفوا أيها النفط، وعرب الخليج في عصر الردة وغيرها من الدراسات الجادة التي درس فيها د. أسامة لثنائية ما أسميته بالنفط والتنمية وهي دراسات تنم عن رؤيا فكرية عميقة ولقد كتبت عنه في مقال: إن شخصية الشاعر أسامة عبد الرحمن طغت على شخصية أسامة عبد الرحمن المفكر والباحث وذلك أن أسامة عبد الرحمن المفكر الباحث في قضايا النفط والتنمية والثقافة هو الجانب الأكثر أهمية ذلك أن ما أكثر الشعراء في بلادنا ولكن ما أقل الذين يشتغلون على القضايا العميقة والمفصلية التي تناقش قضايا الراهن والمستقبل
استكتبته أكثر من مرة في عكاظ بحكم علاقتي به بتوجيه من رئيس التحرير وقد كان واستمر يكتب.
وقصة حواري الأخير معه امتدت بعد إقناعه بضرورة هذا الحوار وقد استجاب بحكم علاقته بي وقد كان يجمع بيننا التقدير والاحترام وشعوري بقيمته الفكرية، كان الحوار مميزا وقد نشر في عكاظ نظرا لقيمة هذا الرجل وأهميته.
ومشكلة الإعلام في بلادنا أنه لا يلتفت إلى الذين يحملون فكرا مغايرا وثقافة عميقة برؤية وطنية وأسامة عبد الرحمن من هؤلاء، لم يلهث وراء الشهرة ولم يسوق لنفسه كغيره من الذين يسوقون لأنفسهم دون أن يتكئوا على قاعدة معرفية وفكرية عميقة والشهرة ليست دليلا على عمق ووجود ثقافة.
أسامة عبد الرحمن يتميز أن عنده سمو في النفس وكان معتزلا وفي عزلته وصمته موقف
أنا من الذين كنت أنظر إلى أسامة أنه من القامات الثقافية والفكرية الاستثنائية في الثقافة الوطنية وكتبه سوف تزداد أهميتها في المستقبل.
- د. صالح الخثلان: نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان- يعتبر أن الراحل جسد أشياء كثيرة أهمها أنه كان نموذجا للالتزام الفكري وبموته فقدنا شاعرا وباحثا أكاديميا ويعد واحدا من الشعراء المجددين في القصيدة الشعرية الحديثة في المملكة كما يعد واحدا من كبار المفكرين الذين تخصصوا في الإدارة الحديثة.
ولد رحمه الله في المدينة عام 1362هـ وحصل على الدكتوراه من الجامعة الأمريكية في واشنطن سنة 1970م وتدرج في العمل في جامعة الملك سعود وتقلد منصب عميد كلية التجارة وكلية الدراسات العليا وكلية الدراسات الاجتماعية وعلى الرغم من اعتزاله الكتابة والنشر في السنوات الأخيرة فقد مجموعة كبيرة من المجموعات الشعرية والكتب الفكرية والإدارية.
- الأستاذ محمد العمري - مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة - أشاد إشادة التلميذ بأستاذه ويقول: رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأشهد أنه كان من خيرة الرجال وقد كان أستاذي في جامعة الرياض كلية التجارة التي تحولت لجامعة الملك سعود، كان عميد كليتنا وكنت في جوالة الكلية وكان يحل بأبوة لكل ما يعترض أي طالب رحمه الله رحمة واسعة.
- الإعلامي أحمد التيهاني: يقف وقفة إشادة أمام عناوين دواوينه المقتبسة من اللغة القرآنية والتي لا تغادر ذاكرته.
- ويعتبر د. عبد الرحمن الحبيب - نائب رئيس تحرير عكاظ السابق- د. أسامة عبد الرحمن قامة إدارية وفكرية شامخة وشاعر فذ وستظل أعماله ونتاجه وخبراته ماثلة وخالدة أمام الجميع رحمه الله رحمة واسعة قابلته قبل سنوات قليلة في إحدى مناسبات جامعة الملك سعود فكان في قمة الزهد والتواضع وهذا هو ديدن العلماء الأفاضل تغمد الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
- الشاعر عبد الله الصيخان: يصف الراحل د. أسامة عبد الرحمن بأنه كان شاعرا صادقا مع نفسه وشعره ووطنه.
السيرة الذاتية
الدكتور أسامة عبد الرحمن عثمان، ولد عام 1362 هـ - 1942م بالمدينة المنورة. حصل من جامعة مينيسوتا على الماجستير في الإدارة العامة, والدكتوراه من الجامعة الأميركية بواشنطن 1970. تدرج في وظائف أعضاء هيئة التدريس بجامعة الرياض حتى وصل إلى درجة أستاذ عام 1979. عمل عميداً لكلية التجارة، وكلية العلوم الاجتماعية، وكلية الدراسات العليا، مستشار في عدة هيئات علمية, وعضو في هيئة تحرير المجلة العربية للإدارة, ومجلة العلوم الاجتماعية.
دواوينه الشعرية
واستوت على الجودي 1982 - شمعة ظمأى 1982 - وغيض الماء 1984 - بحر لجي 1985 - فأصبحت كالصريم 1986 - موج من فوقه موج 1987 - هل من محيص 1988 - لا عاصم 1988 - عينان نضاختان 1988 - رحيق غير مختوم 1989 - الحب ذو العصف 1989 - أشرعة الأشواق 1992 - الأمر إليك 1992 - قطرات مزن قزحية 1992 - يأيها الملأ 1992 - عيون المها 1992 - أوتيت من كل شيء 1992، وملحمتان شعريتان هما: نشرة الأخبار 1984 - شعار 1986.
مؤلفاته الأخرى
البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، سبتمبر 1982.
* الثقافة بين الدوار والحصار.
* التنمية بين التحدي والتردي.
* المثقفون والبحث عن مسار.
* المورد الواحد.
* عفواً أيها النفط.