بينما كنت أتهيأ لصلاة الفجر يوم الأحد الموافق 21-1-1435هـ في الساعة الرابعة وثلاثين دقيقة صباحاً إذا بي أرى في الهاتف المحمول رسالة من الصحيفة الإلكترونية سبق، تحمل خبراً مفزعاً، هو رحيل معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد من هذه الدنيا الفانية إلى دار البقاء؛ فتأملت الرسالة، وقلت: «رَبّ لا اعتراض على قضائك». ولكن الرحيل المفاجئ له أثر قوي خاصة إذا كان الراحل مثل أبي أحمد بما حباه الله من لطف ومحبة للآخرين.
فقد كان - رحمه الله - من الرجال الذين ترتاح لهم من أول لقاء، فقد كنتُ أسمع عنه في رحلته الحياتية عميداً لكلية التربية، ثم مديراً لمكتب التربية لدول الخليج العربي، ثم وزيراً للتربية والتعليم، وكان أول لقاء مباشر معه في زيارة لمحافظة الأحساء مع رفقة أفاضل، وكان يشدك بأسلوب حديثه وابتسامته التي لا تفارق محياه، ثم قدر لي أن التقي به خارج المملكة في الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة في واشنطن، فأصر على أن نزوره في المكان الذي يقيم فيه في رحلة علمية في سانتا باربرا، وأمام إصراره زرته مع ابني الدكتور محمد، فاستقبلنا ببشاشته المعهودة في محطة الوصول، وأطلعنا على معالم المدينة التي يقيم فيها، ولم تشغله مهام عمله الكبيرة وزيراً للتربية عن اللقاء بمحبيه وأصدقائه ضمن سبتية أسبوعية، يلتقي فيها بهم في منزله بعد صلاة المغرب، وآخر لقاء بمعاليه كان في رحلتين مع مجموعة من الأفاضل، إحداهما إلى مسقط رأسه محافظة المجمعة، وقام خلالها بدور المرشد لمعالمها، والثانية إلى عشيرة سدير وعودة سدير، وكان مبتهجاً، يجيب عن كل سؤال إلى أن انتهت الرحلة والكل سعيد بذلك.
رحم الله أبا أحمد، وأسكنه فسيح جناته، والعزاء لأسرة الرشيد، خاصة أخاه عبدالله وأبناءه ومحبيه. {إنا لله وإنا إليه راجعون}.