مسابقة الملك عبد العزيز الدوليَّة لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره السنوية هي منارة تجمع الشباب من أبناء الأمة الإسلاميَّة للتنافس والتسابق في حفظ كتاب الله وتلاوته وتفسيره، فلا أجل ولا أثمن من قضاء بعض الوقت مع كتاب الله عزَّ وجلَّ لتلاوته وحفظه وتدبر معانيه.
إن هذه المسابقة القرآنية التي تنتظم في دورتها الخامسة والثلاثين في رحاب مكة المكرمة، تطوي ثلاثة عقود ونصف العقد على نجاحها في صورة من صور العناية الدائمة والمتواصلة التي توليها المملكة العربيَّة السعوديَّة بقيادتها المباركة لكتاب الله الكريم. مثل هذه المسابقة وغيرها من المسابقات القرآنية تعزِّز علاقة الشاب المسلم بربه، وتجمع الناشئة من أبناء الأمة الإسلاميَّة للتعارف فيما بينهم، وتوثق العلاقات فيما بينهم، وتعزز قيم التفكر وتوسع مدارك الفرد، ولا شكَّ أن المراقب للإقبال الكبير من طلاب العلم على هذه المسابقة يستشف ما وصلت إليه من نجاح وتوفيق في الوصول إلى كل البلدان الإسلاميَّة، وهي تُعدُّ بادرة حسنة في منظومة الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وإن مظاهر عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين بكتاب الله الكريم لا تقتصر على مثل هذه المسابقات فحسب بل تتعداها إلى العناية بطباعة المصحف الشريف وتوزيعه مجانًا على المؤسسات والمراكز الإسلاميَّة في مختلف دول العالم الإسلاميَّة والأقليات الإسلاميَّة في الدول الصديقة، إلى جانب ترجمة معانيه إلى لغات عدَّة وطباعته وتوزيعه على أبناء الأمة الإسلاميَّة لربطهم بكتاب الله والتمسُّك بعقيدتهم الصحيحة والسليمة وفق ما جاء في الكتاب والسنَّة. ومن مظاهر عناية الحكومة الرشيدة إنشاء الجمعيات الخيريَّة لتحفيظ القرآن الكريم وانتشارها في جميع مدن المملكة ومحافظاتها ومراكزها، إلى جانب مدارس تحفيظ القرآن الكريم الحكوميَّة التي تعنى بتحفيظ كتاب الله للناشئة من الفتيان والفتيات بمختلف مناطق المملكة.