يشهد المسجد الحرام اليوم الأحد انطلاقة فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمسابقة الملك عبد العزيز الدوليَّة لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتفسيره التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد وبمشاركة (150) من ناشئة وشباب الأمة الإسلاميَّة. وبهذه المناسبة قال معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد: إن نِعم الله سبحانه وتعالى تترى، وأفضاله تتوالى ولا تُحصى، وعطاياه لا تنتهي، وهباته لا تنقضي، {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} إبراهيم 34 وإنَّ أهم النعم التي تستوجب الشكر نعمة الإسلام، ومنَّة التوحيد، والهداية لهذا الدين العظيم، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنَّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ومن تلك النعم العظيمة، ما نراه في هذه البلاد المباركة من أعمال موفقة، ومشروعات مسددة، ومواقف مشرفة، في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن تلك الصُّور المشرقة البهية العناية بالقرآن الكريم، كلام الله تعالى، ووحيه إلى خير رسله وأفضل خلقه، حيث تمتد الشجرة المباركة وتتفرع غصونها، وتثمر أزهارها، وهذه المسابقة الشامخة في الفضاء عطاء مبارك، وفيض من نهر معين، وهي تدلف إلى السنة الخامسة والثلاثين من عمرها المديد، بعد أن عمَّ نفعها الأرض قاطبة، وطالت بركتها المسلمين في العالم أجمع، مسابقة الملك عبد العزيز الدوليَّة لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، مؤتمر قرآني سنوي، يأتي إليه الشباب المسلم من كل حدب وصوب، في اجتماع إيماني فريد، ولقاء قرآني مفيد، تبرز فيه أروع مظاهر الروابط الإسلاميَّة، التي تتبناها هذه البلاد المباركة، ويسعى لها قائدها الموفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -أيَّده الله-، ويسانده في لمِّ شتات المسلمين، وجمعهم على الكتاب والسنَّة وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله تعالى-.
إنَّ القرآن الكريم أصل الشريعة، ومنه تُستقى الأحكام، وتتفرع العلوم، فهو أصل الأصول، ولذا لا بد من حفظه وفهمه والعمل به، سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقالت: «كان خلقه القرآن، وما أحوج الأمة اليوم إلى امتثال تعاليم القرآن العظيم، وأن تجعله نبرأسًا لها، ليحميها الله تعالى به من الضلال والخروج عن نهج الهدى والرشاد، {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف 52. إنَّ هذه المسابقة الجليلة تسعى إلى تربية الأجيال المسلمة على القرآن الكريم حفظًا وفهمًا وعملاً وتدبرًا، وهذه التربية القرآنية تحمي الناشئة بإذن الله تعالى من مضلات الفتن، وتربطهم بكلام الله تعالى وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، حتَّى يرتقي المسلم بنفسه في الدنيا، ويكون صالحًا في نفسه، ومصلحًا لمجتمعه.