كثيراً ما يحاول زملائي في العمل، التحرّش بي، ويبدو أنه من باب المداعبة، هكذا أظن، وذلك كلما رأوا مقالاً لي في هذه الجريدة الغراء، أتناول فيه محبوبة الوطن، مسقط رأسي (الزلفي) أو كما يحلو لنا تسميتها (زلفونيا) نحاكي بها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وأين الثرى من الثريا! قال أحد زملائي، وما زالت دعواي ضده منظورة أمام الجهات ذات العلاقةّ، يوم أن قال، يلزم أهالي الزلفي إقامة (نصب تذكاري) لك، جرّاء كثرة مقالاتك عن الزلفي ومطالباتك لها، قلتُ له أولاً، يجب عليك كثرة الاستغفار، ثانياً أنت لا تريد تكريمي، بقدر ما تريد إهانتي، إذ كيف تتوقع سلامة هذا النصب عند وبين جماعتي، بالتأكيد أول خطوة سيقدمون عليها، تكسير هذا النصب التذكاري على رأسي، وليس لي ذنب في ذلك، ما علينا، تصدقون، كلما جاء في بالي موضوع هذا المقال، تذكرت معاناتي مع الصرف الصحي بحي الفلاح بالرياض، وكثرة مقالاتي حوله حتى قضى الله أمراً كان مفعولاً، وارتاحت بشرية حي الفلاح، من هذا البلاء العظيم، والآن السيناريو ذاته يتكرر معي في جدة، لقد عانيت الأمرّين من طفح مياه الصرف الصحي، معاناة ترتكز على أمرين اثنين، أولهما، تسرب المياه بشكل مؤذ لك ولجيرانك، وثانيهما غلاء أجور صهاريج الشفط، وسأكتب ذلك في مذكراتي بعد طول العمر! وللمرة الثانية أقول لكم، ما علينا، اتركوا ما سبق جانباً، وتعالوا معي للقضية محل المقال، يا حليلنا في الزلفي، يوم قرّروا تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالزلفي وضعوه في أفضل مكان في الزلفي، ووسط مزارع عباد الله، وقامت القيامة، ولكنها لم تقعد، أصرّ المصرون -هداهم الله- على تنفيذه في هذه البقعة النظيفة، ولما بدأ تنفيذ هذا المشروع بالفعل، ربما أدرك المسئولون، عدم مناسبة الموقع الحالي له، وقد سمعنا -مؤخراً- أن محطة الصرف الصحي بالزلفي، ستبعد شمالاً في منطقة بعيدة، وهذا -لعمري- عين الحكمة، فيما لو تم، إذ إن الإصرار على الخطأ، ليس من شيمة الرجال، وأيضاً للمرة الثالثة أقول لكم، ما علينا، تعالوا بنا للمشكلة الآنية التي يصرخ المواطنون في الزلفي، من ضررها القائم، بدأ تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالزلفي، وبدأت التمديدات، لكن يبدو أن المسئولين والشركة المنفذة، لم يراعوا مسألة جدولة التنفيذ والتصنيف، التي يجب أن يراعى فيها، البدء بالأحياء المتضررة أولاً وهكذا، فبات المواطنون في الأحياء الأكثر تضرراً، يمسهم عذاب مستطير، قوامه، استمرر شفط مياه الصرف من منازلهم، على حسابهم الخاص، بمبالغ باهظة، وكان الأولى بداية تنفيذ المشروع في أحيائهم قبل غيرها، ناهيك عن أنه ينبغي تحميل الشركة المنفذة للمشروع، شفط مياه الصرف الصحي من منازل المواطنين، ريثما يتم الانتهاء الكامل من تنفيذ التوصيلات للمنازل، والحالة تلك، يا جماعة الخير، ويا جماعة الجهة الحكومية المسئولة عن تنفيذ ومتابعة هذا المشروع، المواطنون، يشتكون من هذه الجزئية، ويرون فيها ظلماً ظاهراً، إذ كيف يتم تجاهل البدء في الأحياء المتضررة، ليتم البدء في مباشرة العمل بغيرها، وهي لم تتضرر بعد، جدولة التنفيذ، لا بد أن يسبقها تصنيف ظاهر للأحياء المتضررة، لتقدم على غيرها، أو تشكيل فرق طوارئ، لمباشرة الحالات المزعجة، أما وأن يبدأ العمل باتجاه عكسي، فهو كمن يلبس ثوبه مقلوباً، لا شك أن أي مشروع يخلو من متابعة لمراحل تنفيذه، بصورة جيدة، بالتأكيد مصيره التعثر أو الفشل من بدايته، ويبدو -والله أعلم- أن مسألة متابعة تنفيذ مراحل الصرف الصحي بالزلفي، ليست بالشكل المطلوب، بدليل نشوء هذه المشكلة، لا، لا، أبداً، لا بد للشركة المنفذة، ومعها المسئولين الحكوميين، إعادة النظر في جدولة التنفيذ وإعادة تصنيف الأحياء حسب الحاجة، وليس كالوضع الحالي (حي حي) لابد من وضع خارطة طريق سليمة وجادة لعملية التنفيذ، بشرط ألا تكون، كخارطة طريق (بوش) المشئومة!!، كلنا أمل بأن تراعى هذه النقاط المهمة، المشروع في أساسه من أجل المواطن، فلماذا نعذب هذا المسكين، والمشروع أمامه؟ قليلاً من التروي، في معالجة مثل هذه المشاكل المؤرقة... ودمتم بخير.