وسط قرارات تعليق الدراسة التي أصدرتها إدارات التربية والتعليم في عدد من مناطق المملكة نتيجة سيول الأمطار، أرجعت المشرفة التربوية في توجيه وإرشاد الطالبات بالعاصمة منيرة العريدي تعليق الدراسة إلى الحفاظ على سلامة وأمن الطلاب والطالبات في ظل ظروف مناخية غير مستقرة تحمل في طياتها مخاطر لا يمكن توقعها، وفقاً لحديثها مع (الجزيرة).
وعقدت العريدي مقارنة بين أهمية أمن الطالب وسلامته وبين أثر تعليق الدراسة وما يعقبها من تخاذل وتكاسل لرجحت شخصياً ضمان سلامته على أي آثار سلبية أخرى، واصفة العريدي تعليق الدراسة بحالة طوارئ يلجأ لها أي نظام في ظل حصول تهديد ما. واستغربت العريدي أسباب انتقاد هذا الإجراء وتضخيم سلبياته، موجهة لومها بالدرجة الأولى إلى الإعلام وبحث عدد من الإعلاميين عن سلبيات القرار دون النظر إلى إيجابياته.
من جانب آخر جاءت ردات الفعل متباينة بين المعلمين والمعلمات، حيث اعتبر عددٌ من المعلمين والمعلمات هذا التعليق كارثة منهجية كما وصفوها. سارة الشهري معلمة لغة عربية في مدرسة خاصة قالت للجزيرة: «ربما تكون قرارات التعليق صائبة كونها تحافظ على سلامة أبنائنا وبناتنا من خطر الأمطار والسيول، ولكن المشكلة التي لا يفهمها الآخرون هي تأخُّر المناهج وفوضوية البحث عن حصص إضافية لتعويض ما فات من المنهج، كوننا ملزمين بخطة معينة مما يضطرني أحياناً لدمج درسين وثلاثة الأمر الذي يؤدي إلى تذمر طالباتي وعدم قدرتهن على الاستيعاب».
وتؤكد المعلمة مي العتيبي معلمة رياضيات أن تعليق الدراسة له جانبان سلبي وإيجابي، وفي كل الحالات المتضرر الوحيد هم المعلمون الذين يحاولون إيجاد مخرج لمأزق تأخر المناهج وتراكمها، مشيرة في حديثها إلى مادة الرياضيات التي تحتاج في اليوم الواحد لحصتين وأكثر وقرارات تعليق الدراسة تأتي عقبة في تسيير المنهج.
من جانب آخر قالت العتيبي: «هذا الأمر لا يمنع من صواب قرار التعليق خصوصاً في الأجواء التي نعيشها خلال هذه الأيام والتي نتج عنها تراكم المياه في كل مكان وتضرر الكثير من المدارس جراء السيول». وفي السياق ذاته ينظر أولياء الأمور لقرار تعليق الدراسة بأنه قرار صائب وإن لم يكن فسيكون هذا القرار صادراً من كل بيت. أم عبد المجيد ترى أن تعليق الدراسة يأتي لبث الراحة في نفوسنا كوننا نخاف على أبنائنا من الخروج في هذه الأجواء الماطرة ونترقب عودتهم، مؤكدة أنها اعتادت على تغييب أطفالها في حالات كهذه حتى لو لم تعلق الدراسة.
أما أم سعود فرحبت بفكرة التعليق ولم تنكر أبداً أنها تستغل الأيام التي تعلق فيها الدراسة بالخروج مع العائلة للترفيه والتنزه والاستمتاع بالأجواء الجميلة، مؤكدة أن كثيراً من الأسر تستغل قرار التعليق للخروج والتنزه والتسوق.
وشهدت المدارس أمس الخميس غياباً بشكل واضح للطلاب والطالبات رغم صحو الجو وعدم هطول الأمطار، الأمر الذي قابله المعلمون والمعلمات بعدم الرضا مطالبين إدارات المدارس باتخاذ إجراءات حول هذا الوضع الذي وصفوه بمشكلة كبيرة.
وأكدت مديرة إحدى المدارس الخاصة للجزيرة: أن نسبة الغياب في مدرستها كبيرة جداً الأمر الذي جعل بقية الطالبات يطالبن بالخروج من المدرسة واضطررنا لدمج الفصول حتى نستطيع حل الخلل الذي حصل في تأخير المناهج خلال اليومين الماضيين، ووجهت عبر الجزيرة رسالة إلى أولياء الأمور بأن يأخذوا الأمر بجدية ولا يساهموا في تأخير سير العملية التعليمية بتغييب أبنائهم دون أعذار مقبولة.