أفاد تقرير نفطي أن بعض الدول في العالم الغربي قامت مؤخرا بالاتجاه لاستيراد الغاز من الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة منخفضة، من أجل المحاولة في تقليل أسعار فواتير الطاقة للمستلهكين بسبب سوء الإنتاج المحلي. وقال التقرير الصادر عن مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية إن أمريكا ستقود واحدة من أكبر معدلات الارتفاع في نمو إمدادات المنتجين المستقلين في 2014، والذي سيسهم في وفرة العرض النفطي وتلبية الطلب العالمي، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى تقلص حصة دول أوبك في السوق على المدى القريب.
وأضاف التقرير أن الأزمات المالية العالمية منذ 2008 وكذلك الزيادة الهائلة في الديون الأمريكية والعجز في ميزان المدفوعات الأمريكي وخصوصا تكلفة الطاقة، باعتبار أن الولايات المتحدة تعد أكبر مستهلك للنفط في العالم، أحدث العديد من التحولات الهامة على الساحة الاقتصادية العالمية، وكذلك ساهم في خلق الضغوط على أصحاب القرار الأمريكيين، وذلك في محاولة الخروج من تلك الأزمات المالية المتراكمة وكذلك تخفيض فاتورة الطاقة، والتي تعتبر الملاذ الآمن للتخلص من العجز المالي.
وأشار التقرير إلى أن ثورة الغاز الصخري الأمريكية جعلت العديد من الدول تتجه الى التنقيب عن الغاز الصخري، وذلك لتوفر طبقات غاز حجر الأردواز في معظم مناطق العالم. وقال رئيس المركز الدكتور راشد أبانمي: إن من المؤكد حتى الفترة الحالية، هو أن التعامل مع النفط والغاز غير التقليدي، يواجه الكثير من المصاعب التقنية، التي تسهم بدورها بارتفاع تكلفة إنتاجه بشكل كبير مقارنة مع نظيره التقليدي، مضيفا أنه يعد غير محافظا للبيئة.
وذهب الخبير النفطي إلى أنه بالرغم من أن احتياطاته كبيرة، إلا أن كفاءته الإنتاجية متدنية جدا تصل من 2 % إلى 5 % على أحسن تقدير تكنولوجي من كميات الصخور المستخرجة منها، بينما النفط التقليدي العربي تصل كفاءته الإنتاجية إلى 75% من الكميات المستخرجة من باطن الأرض تكون مخلوطة بالماء ومخلفات أخرى، كما أنه يحتاج إلى استثمارات ضخمة قد تتأثر بهبوط وارتفاع أسعار النفط التقليدي، الذي يجب ألا يقل عن 90 دولارا أمريكيا حتى تكون هناك جدوى اقتصادية لهذا النوع من هذا الاستثمار في الصخر، مرجعا ذلك، لأن التعامل مع النفط والغاز غير التقليدي يواجه مصاعب تقنية أخرى، تجعل تكلفته الانتاجية للبرميل الواحد من81 إلى 85 دولار، وهو مايجعل جدواه الاقتصادية ضعيفة جدا في مقابل برميل تقليدي تبلغ تكلفتة إنتاجه بين 3 و 6 دولات فقط في السعودية.
وخلص أبانمي إلى أن إنتاج النفط والغاز الصخري والتحول السريع في مجال الطاقة هو طفرة أكثر من كونها ثورة، وسيكون تأثيرها على الأسواق البترولية محدوداً في بعض النواحي وربما لها إيحابيات على البترول التقليدي في نواحي أخرى.