حقيقة أن دم الإنسان لا نقول أغلى من الذهب، بل هو حياة وهل أغلى من حياة الإنسان أبداً لا يوجد علماً أن عددا من قطرات الدم قد تحول دون موت أب أو أخ أو أم أو ابن أو ابنة إذا أراد الله له مديدا من العمر، وليس توفر الدم شرط لدفع الموت ولكنه سبب وما موقف الإنسان أي إنسان حينما تعود الحياة لقريب له بسبب تبرع إنسان بدمه له ولا صلة له به لا شك هذا الموقف لا يقدر بثمن، وقد يعادل تبرعك لأبيك ما ورد في الحديث المشهور عن النبي - صلى الله عليه وسلم- (لا يجزي ولد عن والده إلا ان يجده مملوكاً فيشتريه ليعتقه) ولا شك ان للتبرع بالدم جزاءا عظيما عند الله ويمثل قمة الإنسانية.
هنا أقول: إن تخصيص أسبوع في كل شهر للتبرع بالدم لا شك انه أمر مهم نظراً للحاجة الملحة إلى الدم في كثير من الظروف المرضية والاسعافية، ولكن ممن ومتى وفي أي مكان وان إقناع أفراد المجتمع بهذا العمل الإنساني لا شك انه مفيد للغاية، ومن المؤكد أنه سيؤدي إلى نتائج جيدة، ولكن يا ترى كيف تكون طريقة الإقناع وفي أي مكان ومتى الأمر يحتاج إلى جدية ولا يكفي الكلام عن ذلك بالصحف أو لدى المتبرعين حينما يصلون إلى المستشفيات أو حتى عبر إحدى القنوات المرئية مرة واحدة أو اثنتان أو حتى ثلاثة الإقناع يجب أن يكون كالآتي: حينما تبدأ الدراسة في شتى مراحل التعليم يجب أن يوزع عدد من الأطباء المختصين في المدارس الثانوية والجامعات وقت أداء صلاة الظهر فيقف الطبيب بعد الصلاة ويلقي محاضرة مختصرة عن أهمية التبرع بالدم ومدى فائدته للمتبرع قبل المريض وإعطاء الوعد الأكيد بمعالجة من يتضح أن لديه أي مرض وبسرية تامة وإن لزم الأمر علاجه بالخارج يجب الالتزام به من قبل الجهة المستفيدة وبعد الانتهاء من المدارس والجامعات يتجه هؤلاء الأطباء إلى المساجد ليلقوا محاضراتهم بعد أداء الصلاة أية صلاة عن أهمية التبرع بالدم للمتبرع قبل المريض وتكرار الوعد السابق هنا يكون الإقناع الحقيقي والإيضاح الكامل وبنفس الطريقة تقوم عدد من الطبيبات ذوي الاختصاص لتجوب المدارس الثانوية وأقسام النساء في الجامعات بعد الفراغ من جامعة الأميرة نورة ومسح تلك المعلومة الخاطئة من أذهان النساء عن (أن التبرع بالدم يضر المرأة) كما هو شائع بين النساء الأمر الذي أدى إلى عدم وجود متبرعات وان وجدن فقليل وبتلك الطريقة من المؤكد أنه سيكون هناك ثقافة صحية لدى الجميع رجالاً ونساءً عن أهمية التبرع بالدم وأهميته بالنسبة للمتبرع والمتبرعة وعظيم فائدته بالنسبة للمحتاجين إلى جانب الأجر العظيم من الله لهم وبعد الانتهاء من المحاضرة يكون المختصون جاهزين لعملية سحب الدم من المتبرعين والمتبرعات اما ان نخصص أسبوعاً في الشهر أو يوماً في الأسبوع فلن يكفي ولا10% من سد الحاجة لدى المستشفيات من الدم ولن يعطى فرصة لنشر الثقافة عن التبرع بالدم لدى المجتمع.