أعلن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم أمس مبادرة وزارة التربية والتعليم في المملكة، التي يشرف عليها مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)؛ للقيام بدراسة المناهج التعليمية وبناء إطار عملي يمكن تطبيقه لمراجعة وتطوير المناهج لتقريب الأجيال من بعضها وتحقيق الاستيعاب الواعي والفهم المتبادل وتبني عالم متصالح، شعاره السلام والتسامح وقبول الآخر. جاء ذلك في كلمة سموه خلال مشاركته في أولى جلسات مؤتمر (صورة الآخر) في يومه الثاني الذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بفيينا. وبدأت الجلسات بجلسة بعنوان (صورة الآخر في التعليم المشترك بين أتباع الثقافات). وأكد سموه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تبنى عدداً من المبادرات الوطنية والعالمية المتنوعة، تنطلق من التسامح والسلام وتعزيز التفاهم المتبادل والانطلاق من المشتركات التي يمكن أن تحقق الكثير من العمل المثمر لصالح الإنسانية جمعاء، ومنها إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي أسهم في تعزيز قواعد الحوار البناء وبناء نماذج لاستيعاب الآخر وتقديم تدريب مستمر للمعلمين والطلاب مقروناً بنماذج عملية، تُضمَّن في المنهج التعليمي، وتُطبَّق في المجتمع المدرسي.
وساهمت المملكة العربية السعودية إلى جانب جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا في تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بفيينا، الذي يهدف إلى بناء وتأسيس روابط تعاون مشترك بين أتباع الأديان والثقافات. وقال سمو وزير التربية والتعليم: إن من المبادرات النوعية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - برنامج رسل السلام للكشافة العالمية الذي أطلق بمباركة منه - أيده الله - وجلالة ملك السويد لنشر رسالة السلام في أكثر من مائة وعشر دول حول العالم، بمشاركة ما يقارب 20 مليوناً من الفتيات والشباب، يتواصلون فيما بينهم من خلال العمل التطوعي والحوار ضمن البُعد الشخصي والاجتماعي والبيئي.
مشيراً إلى أن البرنامج انطلق من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست) بمشاركة 7000 شاب وفتاة من أكثر من 80 دولة، يمثلون ثقافات وأدياناً متعددة. وأضاف سموه: من المبادرات الوطنية التي تتسق مع رؤية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مبادرة تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا التي تقدم منحاً دراسية مجانية للطلاب والطالبات من أكثر من 60 جنسية من مختلف أتباع الأديان والثقافات، يتعلمون ويبحثون معاً لحل المشكلات المشتركة التي يعاني منها عالمنا، ومن أبرزها الفقر ونقص الغذاء وتوفير مصادر بديلة للطاقة ومعالجة الأزمات الملحة المتعلقة بتوفير المياه والمشكلات البيئية التي تهدد مستقبل الأجيال الحالية والقادمة.
وعد سمو وزير التربية والتعليم مؤتمر (صورة الآخر) فرصة لتبادل التجارب وتحديد الآليات الناجحة والانطلاق معاً في تطوير المناهج الدراسية.
وتضمنت الجلسة كلمات لعدد من مسؤولي ووزراء التعليم بعدد من دول العالم المشاركين بالمؤتمر؛ إذ أكد معالي وزير التعليم بجمهورية باكستان الإسلامية الدكتور محمد بليغ الرحمن أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مشيراً إلى دور التعليم المهم في نشر ثقافة الحوار وتعزيز التسامح ودعم التعايش السلمي.
من جانبه أوضح سكرتير شؤون الدولة بوزارة الخارجية الإسبانية وممثل مجلس الأطراف الإسباني قونزالو دي بينيتو أن مملكة إسبانيا تدعم الحوار، وتدعو إليه على الصعيدين المحلي والعالمي، ومن ذلك دعمها لإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بفيينا، وكذلك دعمها لمركز التحالف بين الحضارات التابع للأمم المتحدة. من جهته عبرت معالي وزيرة التعليم الفدرالية بجمهورية النمسا ممثلة مجلس الأطراف النمساوي الدكتورة كلاوديا شميد عن شكرها لحكومة خادم الحرمين الشريفين على جهودها في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بوجه عام، ودعمها لإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بفيينا، مشيرة إلى أن الحوار أداة أساسية وناجحة لتحقيق التعايش السلمي بين شعوب العالم. ونوهت بالتطور اللافت للمركز رغم حداثة إنشائه من خلال ما يقدمه من مبادرات لدعم الحوار والسلام العالميين.