لأننا نحب هذا الوطن نود له التطور والتألق، التكامل والنماء وأن يكون دائماً في المرتبة الأكثر سمواً وذلك لا يتحقق إلا من خلال تكاتف الجهود من أبنائه وأهله صغاراً وكباراً على اختلاف فئاتهم ومواقعهم ومسؤولياتهم.. وذلك لايتأتى إلا بمواجهة نواحي القصور لدينا والأسباب المتوارية خلف تكرار الحوادث والمشكلات التي غالباً ما يكون ثمنها غالياً ما بين الأرواح والممتلكات وأولاً وأخيراً الهدر غير المجدي للأموال ولدينا الكثير من الأمثلة على ذلك سواء مما حدث في الماضي أو في الزمن الحاضر ، ولعل المثال الأكثر حضوراً الآن هو ما حدث مؤخراً في أمطار الرياض الذي سبق أن رأينا مشابهاً له منذ سنوات في جدة لكن بصورة أكثر سوءاً.
ما بين الأمس واليوم مسافة كان لا بد من ملئها بإيجاد الحلول، إذ ليس من المنطقي والمعقول أن نبقى هكذا نمارس دور المتفرج الذي لا حيلة له، ثمة خطوات وإجراءات معينة لا بد من اتخاذها لتفادي تكرار الخطأ تلو الخطأ للأسباب ذاتها غالباً ولو اختلفت شكلياً.
ماذا لو ؟! .. لو هنا تحمل في طياتها الكثير من الأمنيات الواقعية القابلة للتطبيق فقط مع شيء من الجدية والعزم، وبما أن “التلفزيون” هو الوسيلة الإعلامية الأكثر قرباً من الناس بكافة شرائحهم، حيث يوجد بوفرة في المنازل والمؤسسات والنوادي والمقاهي وفي كافة مواقع التجمعات الرسمية والشعبية، لذا أتمنى لو كان لدينا برنامج تلفزيوني أسبوعي أو ربما يومي إذا ما تم دراسته وإعداده بشكل جيد، يتضمن هذا البرنامج تغطية دقيقة شاملة للمشاريع التنموية والحضارية في الوطن في كافة المناطق على ألا يتم ذلك حسب الأسلوب التقليدي المتعارف عليه؛ بمعنى ألا يكون الهدف من هذه التغطية فقط الدعاية الإعلامية وإنما يكون الهدف الأساسي هو الشفافية وإشراك المواطن بما يحدث حوله من تفاصيل لمشاريع تمس حياته بشكل مباشر كتصريف السيول وإنشاء المستشفيات والمدارس والجامعات وكافة المرافق الحيوية الأخرى..
يتم عرض خطط المشاريع الهامة، كل مشروع على حدة وبشكل مفصَّل وشامل مع تحديد وذكر المسؤولين القائمين عليه والشركة المكلّفة بتنفيذه والأموال التي ستنفق عليه إضافة إلى مراحل إتمام الإنشاء حسب تواريخها المحددة، بعد ذلك يتم متابعة مراحل إنجاز المشروع أولاً بأول، ومن ثم يتم عرض العقبات التي واجهت المشروع إن وجدت وأسبابها وكيف سيتم مواجهتها؟ هذه الطريقة ستكون أسلوباً مناسباً جداً لمتابعة المشاريع ومحاسبة المقصّرين في إنجازها، حيث سيكون ذلك موثقاً بالصوت والصورة، وسيكون هذا الأسلوب عاملاً قوياً محفزاً للمسؤولين على القيام بمسؤولياتهم على الوجه المطلوب بحيث لا يكون هناك مجال للتسويف والتأجيل أو.. الفساد.