بسم الله وعلى بركة الله انطلقت حملة التصحيح وتعقب مخالفي نظام الإقامة والعمل، التي تنفذها القطاعات الأمنيَّة في الوطن، وهي حملة مباركة مهمة وضرورية تأخرت كثيرًا، لكن الحمد الله أننا رأيناها تنفذ لكي تنظف الوطن وتحميه من أولئك المخالفين، الذين تجاوزوا الأنظمة بإصرار ما قام به ويقوم به رجال الأمن الشجعان. صورة ومنظر مشرِّف يسر كل مواطن وكل مسلم يحب ويحترم ويقدر النظام، صورة جميلة من التلاحم والتعاون بين رجال الأمن وشباب الوطن، هدفها تطبيق الأنظمة وحماية الوطن من تلك القنابل الموقوتة والخلايا النائمة، ما حدث في حي منفوحة من قبل إحدى الجاليات ومقاومتها لرجال الأمن وإثارة الشغب والاعتراض على النظام والتعدي على الأبرياء صورة سيئة تثبت الحقد الدفين لدى الكثيرين ضد وطننا المعطاء، الذي فتح ذراعيه لهم، فكان ردَّهم غير لائق وغير مشرِّف وتحديًّا لكل الأعراف للمرة الثانية، تتكرر المشكلات من تلك الجالية، فبعد قضايا حالات القتل، التي مارستها العديد من الشغالات تكرر، المشهد السيئ والتعدي في حي منفوحة بالرياض، حيث أزهقت أنفس بريئة يرحمها الله ووالدينا ونحن وجميع موتى المسلمين. أعمال الشغب التي قامت بها تلك الجالية في منفوحة بخلاف الموت خلَّفت إصابات عديدة للسعوديين وغيرهم، كما تسببوا -بالإضافة لإثارة الشغب- في إثارة الرعب والخوف والهلع في نفوس الأبرياء من مواطني الوطن والمقيمين، لكن رجال الأمن البواسل -كما قلنا- بتعاون مع المواطنين وبعض الأشقاء الباكستانيين تَمكَّنت القوات من السيطرة على الوضع في زمن قياسي، هل وطن كالسعوديَّة قبلة العالم الإسلامي والمسلمين تستحق أن يقابل كرمها بتلك التصرَّفات من قبل تلك الجالية وتحدي الأنظمة وتدمير الممتلكات، المملكة الدَّوْلة الوحيدة في العالم التي تفتح ذراعيها لكل من ينشد العمل الشريف ويقيم نظاميًّا ولا تفرِّق في المعاملة بينه وبين السعودي، بل تفتح مرافقها وخدماتها لهم دون تفريق، كما تعالج وتدرِّس أبناءهم بالمجان وغير ذلك كثير لا يتسع المجال لذكره، هل دولة مثل المملكة بهذا الكرم تستحق تلك التصرَّفات الهمجية العدوانية.
هنا نؤكِّد -وطبعًا الجهات الرسمية هي صاحب القرار- على ضرورة إلا تتوقف تلك الحملات وأن يَتمَّ مسح كافة الأحياء والاستراحات والهجر والمستودعات والبراري لتعقب المخالفين للأنظمة، فهم -بالإضافة لمخالفة الأنظمة- يشكِّلون خطرًا على الوطن والمواطن والأبرياء، لذا لا بُدَّ من استمرار الحملات بشكل مستمر طوال العام وكذلك مراقبة حدودنا وثغورها وخصوصًا جنوب المملكة. وقد حان الوقت لإقامة أسوار حماية من كل الجوانب بارتفاعات شاهقة وتطويقها كهربائيًّا، كذلك الضرب بيد من حديد على معدومي الضمير، الذين يتاجرون بأمن الوطن من خلال تهريب المخالفين عبر البراري والصحارى، ووضع آلية جديدة لتعقبهم وتطبيق أشد العقوبات بحقهم.
في مثل تلك الأمور يفترض أن تتجاوب الجاليات عندما يطالبون بتنفيذ الأنظمة وألا تعترض على نظام دولة، كما يجب على سفارات تلك الدول أن تشعر رعاياها باحترام الأنظمة والتقييد بها، رغم ما قامت به تلك الجالية في حي منفوحة، فإنَّ كاميرات القنوات والصحف نقلت صورًا مشرِّفة لرجال الأمن السعوديين وهم يعتنون بأولئك المشاغبين ويعاملونهم بكلِّ حنية ويشرفون على إعاشتهم بكلِّ تواضع وأريحية.
عرفت السعوديَّة بقيادتها وشعبها ببلاد الكرم والوفاء ومد العون وفتح أبوابها وخزائنها لأشقائها في كافة أرجاء المعمورة، فشكرًا لرجال أمننا البواسل، وشكرًا لشباب الوطن، وشكرًا لأشقائنا الباكستانيين، فقد كنتم نعم الأشقاء وأثمر فيكم المعروف وتستحقون بعد الشكر التكريم اللائق بما قمتم به، وحمى الله وطننا المعطاء من كل حاقد وحاسد وغادر وناكر للمعروف والجميل.