كشف منسق قطاع المعلومات والاتِّصالات بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور حاتم بحيري عن 94 مليار ريال أنفقتها المملكة على خدمات الاتِّصالات وتقنية المعلومات العام الماضي وفقًا لتقرير هيئة الاتِّصالات وتقنية الاتِّصالات.
وأكَّد البحيري خلال افتتاحه نيابة عن رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل أمس فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الثاني لتقنية المعلومات الذي تنظمه المدينة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين في مقرها بالرياض.
وأوضح الدكتور بحيري أن ارتفاع الإنفاق على خدمات الاتِّصالات وتقنية المعلومات من المؤشرات الدالة على اهتمام المملكة بتقنية المعلومات، مشيرًا إلى أن بنسبة الاستحواذ بلغت 70 في المئة من حجم قطاع الاتِّصالات وتقنية المعلومات في أسواق الخليج العربي، متوقعًا أن يرتفع الإنفاق هذا العام بنسبة 10 في المئة عن معدلات الإنفاق العام الماضي.
وقال: تَمَّ إدراج تقنية المعلومات في أولويات الخطط التنموية في المملكة العربيَّة السعوديَّة، ومنها الخطة الوطنيَّة للعلوم والتقنية والابتكار، نظرًا للتقدم المطرد والبالغ الأَهمِّيّة في هذه التقنية التي طالت مجالات عديدة، سواء في تقنيات التَّعليم، أو في مجال الطب وتشخيص الأمراض، أو الذكاء الاصطناعي، والتصميم والابتكار والتصنيع والتسويق، وفي مجال الاتِّصالات والشبكات وحماية وأمن المعلومات، بالإضافة إلى الحوسبة الفائقة الأداء التي تواكب الازدياد الضخم في كميات وحجم البيانات الرقمية المتداولة وكفاءة معالجتها وغيرها من المجالات.
وبيَّن منسق قطاع المعلومات والاتِّصالات أن هذا المؤتمر يعكس اهتمام المملكة بتطورات هذا القطاع، وأهمية توظيف معطياته لخدمة مشروعات المملكة التنموية، من خلال المحاور الرئيسة التي يتناولها وهي: الحوسبة الفائقة الأداء والسحابية، والمعلوماتية الطّبية، ومعالجة اللغة العربيَّة الطبيعيَّة، والأمن الإلكتروني، وتعليم الآلات وتنقيب البيانات، والشبكات اللاسلكية.
من جانبه عدّ رئيس اللجنة العلميَّة للمؤتمر الباحث في معهد بحوث الحاسب بالمدينة الدكتور طارق أبو داود، قطاع تقنية المعلومات مفتاحًا لزيادة الإنتاجيَّة والنمو الاقتصادي والمساهمة في رفع الكفاءة المعرفية لأيِّ دولة نظرًا لدوره وتأثيره في مختلف أنشطتنا اليومية.
وبيَّن أن المؤتمر سيركز من خلال جلساته على مدى يومين على ستة محاور رئيسة يشارك فيها نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين لطرح تجاربهم وأفكارهم لتطوير تقنية المعلومات، مفيدًا أن المدينة حريصة على إثراء هذا القطاع من خلال عقد المؤتمر كل عامين.
إثر ذلك انطلقت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان «المعلوماتية الطّبية» التي ترأسها الدكتور ماجد نصار من مركز التقنية الحيويَّة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتطرَّق من خلالها الدكتور بسام الحمصي المؤسس والرئيس التنفيذي للتقنية المبتكرة ومركز الدكتور بسام الحمصي الطّبي إلى تطبيقات الورق والقلم الإلكتروني ودورها في الرِّعاية الطّبية للحشود أثناء موسم الحج وكيفية الاستفادة من هذه التقنيات في هذا المجال، مشيرًا إلى التجربة التي تمَّت بهذه التقنية موسم الحج الماضي التي استخدم من خلالها الورق والقلم الإلكتروني لنقل معلومات الحالات الطّبية بسرعة متناهية ودقة عالية إلى مركز الطوارئ عبر 8 شاشات تفاعلية تساعد الأطباء على تشخيص الحالات بشكل أسرع وتقلل من الأخطاء الطّبية.
وتحت عنوان «التحليلات المبيِّنة على البيانات في القطاع الصحي» أوضح الدكتور شاهرام عبدالحي مدير برنامج المعلوماتية الطّبية بمركز أيّ بي ام بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الولايات المتحدة الأمريكية انفقت مايقارب 27 مليار دولار لاستيعاب هذه التقنيات الحديثة المبيِّنة على التحليل، مشيرًا إلى التقنية التي توصلت إليها شركة آي بي ام في مجال تحليل وجمع البيانات الصحية، التي تتم إلكترونيًا مما يتيح تحديد ماهية المرض بشكل أسرع وأدق، حيث طورت جهاز أطلقت عليه اسم «واتسون» يعمل على أساس المعرفة حيث يتم إدخال المعلومات ويقوم بتحليل الحال بشكل مباشر، بما يساعد للوصول إلى التشخيص الصحيح للمريض.
وفي المحاضرة العلميَّة الثالثة التي كانت بعنوان « تقنية الملاحة العصبية من الوضع الافتراضي إلى الحقيقة الطّبية» تطرَّق د.لحبيب سوالمي مدير وحدة الملاحة العصبية والتصوير الجراحي أثناء العمليات في مركز العلوم العصبية بمدينة الملك فهد الطّبية إلى تقنية جمع الصُّور من خلال تقنية التصوير المقطعي والمغناطيسي وإدخالها بالحاسوب الآلي الذي يتولى تحديد المرض بشكل دقيق، مفيدًا أن التقنية تركز على إزالة الأورام من المخ وعلاج العمود الفقري.
وتحت عنوان «الحوسبة فائقة الأداء» ترأس الدكتور عبدالقادر العقيلي من معهد بحوث الحاسب بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الجلسة الثانية، التي بدأت بمحاضرة للدكتور حاتم لطيف من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تحدث من خلالها عن كيفية تلقين ألف معالج مركزي سبل إجراء المحاكاة العلميَّة، تلاه الدكتور محمد حمود من جامعة كارنيجي مليون بقطر الذي شارك بورقة حول اعتبارات تكلفة الأداء على التقنية السحابية العامَّة، فيما ناقش المهندس ياسر رفيع من أرامكو السعوديَّة آخر تطورات أرامكو السعوديَّة في مجال الحوسبة الشبكية والحوسبة فائقة الأداء.
وقد ترأس الدكتور تركي العتيبي من معهد بحوث الحاسب بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الجلسة الأخيرة التي كانت بعنوان «معالجة اللغة العربيَّة الطبيعيَّة» وشارك فيها الدكتور عبدالملك السلمان من جامعة الملك سعود بمحاضرة بعنوان «الحاسبيون وأساسيات اللغة العربيَّة»، وعن أهمية قواعد البيانات في تطوير النظم الحاسوبية تطرَّق الدكتور منصور الغامدي المشرف على الإدارة العامَّة للتوعية العلميَّة والنشر بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى أهمية قواعد البيانات في تطوير نظم اللغة الطبيعيَّة.