من عيون المراسلات
قصيدة للشاعر سعدان بن عابس الرشيدي، أرسلها لعبدالله السلوم، يقول فيها:
ما للشعور إن هاج بالفكر كتمان
في كوكب في هيجة البرد دافي
هيضٍ تهيض به سما الفكر طربان
خيل خياله بالخيال متقافي
ناضت بروقه.. وامطرت فيه الالحان
وامطر مشاعر مبهمات لوافي
مشاعرٍ تختال بعقود الأوزان
لهن ورا بحر القوافي منافي
لا استرسلن من جوهر الفكر باتقان
صعاب واذعن صعبهن للعسافي
يقودهن قود الاصايل بالارسان
هجسٍ رمع في خاطري واستضافي
ذكر الذي ماقل قدره ولاهان
عرفه.. وفي كل المواجيب وافي
ذكره بفعل الطيب عند الملابان
كالجدي في سود الليالي يشافي
اسمه لرمز الجود والمجد عنوان
مجد من الماضي التليد متلافي
سليل مجد.. بداح مروي شبا الزان
العنقري.. والرمز واضح وكافي
معروف والتاريخ معطيه برهان
من حيث ماطيبه على الناس خافي
لوجيت اصرح جف والفكر مليان
الزاج.. والا مانفى القول نافي
عبدالله السلوم قصدي وماكان
قصدي سوى اشكي له من الوقت جافي
ذاك الاديب مخلد اسمه بالاذهان
عذبٍ سما فكره بعذب القوافي
به ميزةٍ ماهيب بفلان وفلان
ريف الخوي.. بالنايبة والعوافي
يامنتهى شكواي.. ماهز الاغصان
الا الهبايب محدثات السوافي
انا تعبت احيا بلوعة وحرمان
اكن باعماق الخوافي خوافي
تنتابني مع هجعة الناس الاحزان
يوم المريح بلذة النوم غافي
صار الفؤاد لجمع الاحزان ميدان
والحال احال لارفى الحال رافي
اضحك.. وانا من داخل الروح زعلان
اصبر على مابي.. واخفي واخافي
شرهٍ بنيت بزيف الاحلام بنيان
والواقع اوجد في بناي اختلافي
عشت الخيال احيان.. واحيان واحيان
وحق الخيال بواقع الحال هافي
تناقضت في ناظري كل الالوان
وماكان قدامي.. تخلف خلافي
صار الامل تاليه ياطير حوران
مثل السراب..بسحم بيد الفيافي
بينت في ذات الانسان.. الانسان
الا ان مافوق البسيطه تصافي
والعفو كان بما كتبناه نقصان
عرفي قليل.. وعرفك اكبر ووافي
***
تتمة - من عيون المراسلات وهذ رد الشاعر عبدالله السلوم:
لاهنت يا مرسل غريبات الافنان
من هيض فكره وافيات نظافي
كان الشعر يسعد فهو شعر سعدان
ناره توهج واكثر الشعر طافي
يا ليت مدحك لي وزنته بميزان
ولا طغى حبك وجاني جزافي
واثق ولكن دبرة فلان وفلان
خلت نمط بعض المدايح تعافي
وانا ارتفع بك فوق عن كل حقران
يابلسم عن كل الامراض شافي
ياخوي لاتسمع ضعيفين الاركان
كم واحد خلوه بالدو حافي
عدوان حتى لو تسموا بصدقان
بالهرج والسنهم حداد رهافي
جنب كثير الناس لاشفت بهتان
واختر لعرفك طيبين الملافي
كم بارق يكشف سديدات الامزان
ولاتشوف الا سموم الصيافي
لامنه لاسيل ولانبت ريضان
ارضه محل يصدمك فيه الجفالي
ياما تشوف وطالب الحق ديان
من مايلات الوقت حتى تعافي
هالوقت رعيانه غدو فيه شيخان
وارقابهم طالت سواة الزرافي
الا وشاعرهم وحيد بالاوطان
ماينطحه مرشد وصقر النصافي
احزاب لكن بيعهم بيع خسران
ازجوا بضاعتهم بسوق الكسافي
دنيا يحير بها ليبين الاذهان
مدري وراها يا مكافي تكافي
وارجع واقول انك معك عقل ولسان
وعقلك يميز طيبات المرافي
لاهنت يا فاتح لشكواك بيبان
فتحت باب وباب صار متجافي
ان كان همك دين فابشر بقضيان
ان قل والا كثر عدة تلافي
ماللرفيق بساعة الضيق مزبان
يقوم طوله فوق الارض الكشافي
ويرمي كتاف منوخٍ جاه بلشان
ويجدع حمولٍ فوق حم الشعافي
وان كان همك فوق طاقة وحسبان
ما حملك ربي بحمل السرافي
يمشي الفتى درب مشوا فيه جدان
ويمضي من الدنيا حموله خفافي
الصبر مفتاح الفرج رافع الشان
والعز يدرك مع يبوس الاشافي
اصبر على الشدات كلش له اثمان
راع الثمر ينسى التعب بالقطافي
وان عاضبت فا اشعب طويلات الارسان
ومثلك على قطع الفيافي سنافي
لا انصك باب وضاق بالرجل مسكان
وصار بطريقه ميلة وانعطافي
فطير السعد للعز يكفخ بجنحان
وماناش مخلابه يجيه التلافي
ارياً بدت،والراي للعقل نيشان
وسمان الاريا غير الاريا العجافي
