دعا مختصون إلى إعادة صياغة مخرجات التَّعليم بما يتماشى مع المتغيِّرات الجديدة لسوق العمل خصوصًا بعد مغادرة مئات الآلاف من العمالة المخالفة التي كانت تمارس الأعمال الحرفية واليدوية وبعض المهن الصَّغيرة. ويأتي ذلك بعد أن اغلقت العديد من المحلات الصَّغيرة أبوابها كما أكَّدوا على ضرورة تشجيع الاقتصاد المعرفي ومواكبة وتطوير القطاع التَّقني.
وأشارت الاحصائيات إلى أن المملكة تشغل المركز الأول في دول الخليج من حيث معدل نمو الدخل المحلي، إِذْ يصل إلى 5.1 في المئة، وبالمقابل هناك 1.7 مليون شاب وشابة في المملكة ممن يبحثون عن عمل.
وبناءً على هذه الاحصائيات يسعى أصحاب العمل إلى إعادة صياغة إستراتيجيات إدارة الكفاءات والتنويع لتتناسق مع التغيِّرات الحيويَّة في سوق العمل بشكل يمكنها من مواجهة التحدِّيات المختلفة واتِّخاذ خطوات جدِّية لتضمين العاملين من مختلف الجنسيات في سوق العمل.
وأكَّد عبد الرحمن الذهيبان نائب رئيس أوراكل للبرمجيات على أهمية هذا الأمر قائلاً: في الوقت الذي تُعدُّ فيه السياسات والقوانين عاملاً حاسمًا في توفير فرص عمل للسعوديين، يبقى التَّعليم والمهارات العملية أمرًا محوريًا لضمان توفير هذه الفرص للشباب السعودي، وفيما يتم تدريب وتثقيف الجيل الجديد، فلا بد من توفير بيئة عمل مثالية لجيل الألفية (جيل الثمانينيات).
وأضاف: هذا الجيل مدرك تمامًا لأهمية التكنولوجيا الحديثة ولديه الذكاء الكافيء للتعامل معها بسهولة وحتى إن لم يكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم في التعامل معها فهم واثقون من قدراتهم ويملكون روح الفريق وجاهزون للقيام بالتحدي وتقبل الوظائف الممتعة، فقطاع تكنولوجيا المعلومات في المملكة هو في الأغلب أحد أكثر القطاعات استعدادًا لاستقطاب جيل الثمانينيات وتوفير فرص عمل متميزة له.
وبيَّن الذهيبان على أن ثقافة العمل في السعوديَّة تواصل تطورها السريع وهي قادرة على جذب جيل الثمانينيات للعمل والاحتفاظ بهم، وتابع: يتوجب على هذا الجيل تنمية كفاءته العالية في العمل لتكون قادرة على المنافسة للحصول على فرصة بناء مستقبل مهني متميِّز والمساهمة في ازدهار الاقتصاد السعودي. مبينًا أنّه يمكن للنظام التَّعليمي في المملكة أن يلعب دورًا محوريًا في تحضير وتحويل قادة الألفية الناجحين لدخول سوق العمل.
من جانبه أشارت عميدة كلية دار الحكمة سهير القرشي إلى أهمية التَّعليم العالي بقولها: علينا تحضير الخريجين لسوق العمل ويتطلب هذا الأمر إعادة هيكلة إستراتيجية التَّعليم العالي المتبعة وبناء إستراتيجية جديدة ومتجددة، ويتَضمَّن هذا الأمر تطوير أنظمة التَّعليم العالي وتبني فلسفة تعليميَّة مُتطوِّرة قادرة على اعتناق مبدأ التضمين والتوفيق بينه وبين القيم الاجتماعيَّة، ونسعى للعمل إلى تطوير مجموعة من المهارات والكفاءات والخبرات ليكون الخريجون جاهزين لدخول سوق العمل المحلي بل والاقتصاد العالمي والعمل فيها.
من جهته عدّ مورتز هارتمان، مدير عام شركة روتش دياغنوستيكس للشرق الأوسط أن تقدير واحتضان الكفاءات ضرورة لنجاح أيّ منشأة صغيرة أو متوسطة أو كبيرة وقال: علينا نتبنى الاختلاف والتنوع الموجود لدى الموظفين سواء كان هذا الاختلاف من ناحية العمر أو الجنس أو الجنسية وكذلك الديانة، وطرق التفكير والقدرات العملية التي تتباين من شخص لآخر فلذلك أهمية عظيمة من حيث تنوع وغنى الأفكار والنظريات المختلفة التي ينتجها هذا التنوع.
يذكر أن الرياض ستستضيف منتدى متخصصًا يبحث تطوير وتنمية الكفاءات وتوفير فرص عمل للسعوديين «رواد الكفاءة والتنويع « وذلك خلال الفترة من 11 و12 ديسمبر المقبل.