حيث تحرك أصابعك نحو الفضائيات، وتنتقل من واحدة لأخرى، تقابل توقيت البرامج، والمسلسلات، والأفلام مسجلاً بالتوقيت في «السعودية»..
وحيث تستمع إلى ما يُقدم فيها، وما يراد منه أن يستقطب المتصلين، فأول أرقام التواصل تبتدئ بأرقام «السعودية»..
وفي كل إحصائية لمبيعات الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية تأتي المبيعات الأعلى في «السعودية»..
وعند إحصاء عدد المتفاعلين مع موقع التواصل، وتحديداً «تويتر»، فإن أعلى نسبة تسجيل في هذا الموقع من «السعودية»..
والمشهود الآن على الملأ أن أعلى نسبة متخلفين من مخالفي شروط الإقامة النظامية هي في «السعودية»..
وليس المبرر المقنع لهذا التوجُّه الخارجي نحو «السعودية» هو «ثراء» «السعودية» فقط..
وإنما يكمن السبب في سلوك الأفراد في السعودية أنفسهم مع معطيات الآخر، بما يحقق له أهدافه، ويمكنه من تحقيقها..
لذا تأتي كل نتيجة للتعامل مع «السعودية» مدار محورها هو استقطاب هذا الفرد في «السعودية».
لماذا..؟ لأنه يتدافع، ويندفع نحو إغواءاتها، سواء للمشاهدة، أو الشراء، أو التعامل بكل ما أوتي، فيبذل الوقت، ويهب الإصغاء الحميم، ويقوم بالشراء النهم، ونحو هذه المسالك والسلوك..
ومن ذلك التعامل مع المخالفين بنية «حسنة» طالما أنه يجد السائق، والعاملة، بل المربيات..!! والعامل، والفني، والطباخة، والبناء، والميكانيكي، والسباك، والحداد، بل الحارس، والمزارع، بأسرع ما يمكن، وبأزهد ما يكلفه.. مع أن هناك فئات من المتخلفين ترفع أجورها، ممن يسمونها «العمالة من الباطن». والمؤسف، كيف تُجدَّد إقاماتهم وهم متخلفون، وهم ليسوا مع كفلائهم، أو هم ليسوا بأي صفة نظامية؟..
والدليل هو هذا التوقف المفاجئ مع حملة التطهير «التصحيح» لكثير من حركة المجتمع، حتى أن هناك مشاريع صغيرة، ومصالح فردية ومؤسساتية شُلَّت عن العمل.. لما أدت إليه حملة التصحيح، ونالت جانباً مهماً هو تصحيح مسار وعي الأفراد المواطنين قبل غيرهم بأهمية الضرب بقوة على التسيب الذي كان، والذي لا تزال ذيوله وبقاياه في طابور الانتظار لدوره..
نسأل الله أن يتم توفيقه للخلَّص العاملين بجدية في هذه الحملة المميزة والمجدية والضرورية، إلى أن تفرغ الأركان والمخابئ من أي شخص غير نظامي.. يعيث تسيباً، أو فساداً.. مهما كانت الفائدة من بعضهم.. فللنظام جلاؤه وسلامه..
نتطلع إلى امتداد التصحيح إلى سلوك الأفراد في «السعودية».. وذلك في حملات توعية تصحح أيضاً سلوكهم مع أنفسهم، ومن ثم مع الأنظمة، امتداداً إلى التعامل مع غثاء الفضائيات، ومواقع التواصل، وموارد الشراء.