تواصلت جهود مساعدة الناجين من إعصار هايان في الفلبين، أمس الجمعة، برغم اعتراف الحكومة بأن الوتيرة لا تزال بطيئة بعد أسبوع من العاصفة التي خلفت وراءها آلاف القتلى ونحو 2 مليون من المشردين. وقال وزير الداخلية مار روكساس في مدينة تاكلوبان، عاصمة إقليم ليتي الأكثر تضررا: إن الشاحنات التي تقل إمدادات وصلت إلى 30 من أصل 40 بلدة في الإقليم. وذكر روكساس للصحفيين أن «جهودنا للإغاثة تحرز تقدما، على الرغم من أنها لا تزال بوتيرة بطيئة.. كل يوم أفضل من اليوم الذي يسبقه. ولا يوجد شيء سريع بما يكفي في وضع كهذا لأن الكثيرين تضرروا والبنية التحتية تدمرت».
وقالت ابيجيل فالت نائبة المتحدث الرئاسي الفلبيني: «الجميع يدفع بالجهود على نحو أسرع .لكننا نحتاج إلى تقديم دعم من أجل حوالي 357 , 1 مليون شخص وذلك يعني بذل جهد كبير من أجل إيصال 140 ألف عبوة غذائية يوميا». ولا يزال عدد الموتى في الكارثة غير واضح، حيث رفعت حكومة الفلبين أحدث تقديرات لعدد قتلى الإعصار هايان القوي إلى 4460 قتيلا وهو ضعف العدد الرسمي الذي أعلنته من قبل لكنه لا يزال اقل من تقدير السلطات المحلية بأن العدد يبلغ عشرة آلاف قتيل. وبدأت طائرات الهليكوبتر من حاملة طائرات أمريكية وسفن حربية أخرى نقل إمدادات الطعام والماء والدواء إلى المناطق التي اجتاحها الإعصار.
وواجه الرئيس الفلبيني بنينو اكينو الذي فاجأته شدة الإعصار انتقادات لبطء توزيع المساعدات وبسبب افتقار تقديرات القتلى للوضوح خاصة في تاكلوبان عاصمة إقليم ليتي الأكثر تضررا. وفي مجلس مدينة تاكلوبان كتب أمس الجمعة على لوحة ان عدد القتلى بلغ 4000 في المدينة وحدها بدلا من 2000 قتيل في اليوم السابق. ثم بعد ساعات اعتذر الفريد روموالديز رئيس البلدية ليقول ان هذا الرقم هو لمنطقة وسط الفلبين كلها. والرقم المكتوب على اللوحة يضعه مسؤولون بدأوا في دفن الجثث في مقابر جماعية أمس الأول الخميس. وقال روموالديز ان بعض السكان ربما جرفتهم الأمواج إلى البحر ولم تنتشل جثثهم بعد ان ضربت أمواج عاتية المناطق الساحلية. وذكر ان إحدى المناطق التي كان يقطنها ما بين 10000 و12000 ألف نسمة أصبحت الآن مهجورة. وأكد مسؤولون ان عدد القتلى الإجمالي على مستوى البلاد بلغ الجمعة 2357 قتيلا بعد ان اجتاح الإعصار هايان وهو أقوى إعصار مسجل حتى الآن وسط الفلبين قبل أسبوع.
وزاد من الالتباس ان قالت الأمم المتحدة نقلا عن أرقام الحكومة ان عدد القتلى بلغ 4460 قتيلا. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في تقريره اليومي عن الوضع والصادر من مانيلا بتاريخ 14 « حتى 13 أفادت الحكومة ان 4460 شخصا ماتوا.» ثم عادت متحدثة وقالت ان المنظمة الدولية تراجع الآن هذا الرقم. وبموازاة ذلك أعلن الصليب الأحمر الفلبيني إنه يعتزم إقامة مدينتي خيام في موقع تبلغ مساحته 4 هكتارات في هيلونجوس بإقليم ليتي وعلى مساحة هكتارين أخرى في مدينة مانداو بإقليم سيبو. وقال رئيس الصليب الأحمر بالفلبين ريتشارد جوردون «سنأتي بسفينة ونجلي أي شخص يريد ذلك ويحتاج هؤلاء الأشخاص إلى الكرامة وتمكينهم من تحمل مسؤولية أنفسهم ومنحهم فرصة لإعادة بناء مجتمعهم». وتعد صور الجثث الملقاة في شوارع مدينة تاكلوبان وغيرها من مناطق الفلبين التي ضربها إعصار هايان من أفظع الصور للكوارث. ويطالب الناجون الذين في أمس الحاجة للمساعدات سلطات الإغاثة بأخذ جثث الضحايا البعض منها في أكفان وأخرى تتسبب في رائحة كريهة في الوقت الذي تتحلل فيه وهي مكشوفة. لكن في ظل استمرار جهد الإغاثة، أكد خبراء من منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات على نصائحهم بأنه يتعين على الحكومة الفلبينية تركيز جهودها للإغاثة على الأحياء وليس القتلى. وتقول المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية نايكا ألكسندر في مانيلا «هذا بوضوح أمر مثير للعواطف أن ترى الجثث على الأرض، وتقوم الحكومة بأقصى جهد لديها، لكن من منظور صحي، لا تعد الجثث خطرا صحيا».