تقول الأنباء: إن العمالة الأثيوبية المنفلتة والمتخلفة في الرياض عادت مرة أخرى إلى الشغب في منفوحة. وانتشرت لقطات فيديو، بعضها يوحي بأنهم عصابات منظمة ومدربة وخطيرة، رصدت هذا الشغب؛ ما يثير الكثير من التساؤلات حول حقيقة وجودهم أساساً.
كل الدلائل تقول إن ثمة معركة طويلة قد تستغرق سنوات لتنقية البلاد وتطهيرها من هذه العصابات الخطيرة. وهناك في الرياض تجمعات أخرى في أحياء يتوقع الكثيرون أن يجري فيها ما جرى في منفوحة. إضافة إلى أن بعض الأثيوبيين في هذه الأحياء بدأوا يتسربون إلى خارج الرياض، على أمل أن هذه (الحملة) لن تلبث إلا أن تهدأ، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً. هؤلاء سيتحول جزء منهم مع التتبع والملاحقة والتضييق إلى مجرمين وقطاع طرق وبالذات في المناطق النائية. وهذا ما سوف يُغري بعض الجهات الخارجية المتربصة بنا وبأمننا الوطني، وبالذات من لهم (عملاء) من بني جلدتنا في الداخل، لتوظيف هذه العمالة المتمردة والغاضبة في زعزعة الأمن. خصوصاً أن بعض هذه الجهات على استعداد للتحالف مع (إبليس) لتحقيق هذه المآرب كما هي تجربتنا معهم؛ وقد رأينا كيف استثمر الإيرانيون، و(غيرهم) كذلك، عصابات (الحوثيين) في اليمن وتسللوا إلى الداخل السعودي لزعزعة الأمن، ما اضطرنا في النهاية إلى استخدام قواتنا المسلحة لتقليم أظافر هذه العصابات المجرمة وردعها؛ لذلك يجب أن نكون يقظين تماماً إلى هذا الجانب الخطير، فهم سيتحولون إلى قنبلة موقوتة تبحث عمّن يفجرها.
النقطة الثانية أن نتنبّه إلى أن حملة التنقية والتطهير هذه يجب أن تكون على مراحل، سواء في المدينة نفسها، أو ما عداها من المدن المملكة.. ففي الرياض - مثلاً - هناك أحياء أخرى تكدست فيها هذه العمالات، ومن خلال تجربتنا في (منفوحة) من المتوقع أن نواجه (معارك) مماثلة في كل حي من هذه الأحياء الموبوءة والخطيرة. كذلك من الضرورة بمكان - أيضاً - أن ننتهي من الرياض أولاً ثم ننتقل إلى مدينة أخرى وهكذا؛ أي لا تكون حملة الاجتثاث هذه شاملة لكل مدن المملكة في الوقت نفسه. كما أن هناك شبه إجماع على أن المدينتين المقدستين مكة والمدينة ستكون المهمة (الأصعب) مواجهة؛ نظراً لحساسيتها الدينية، إضافة إلى أن هاتين المدينتين يقطنها عددٌ كبير من الأجانب بسبب الحج والعمرة، وأغلب هؤلاء المتخلفين تسربوا إلى سوق العمل فيها بطريقة غير مشروعة؛ لذلك فالأفضل والأسلم، نظراً لهذه الحساسية، تأجيل حملتيهما بحيث تكون هي الحملتين الأخيرتين.
كما يجب ألا نلتفت إلى (جعجعات) منظمات حقوق الإنسان، فالقضية تتعلق بالأمن الوطني، وكما قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون عندما واجه بالقوة قضية مماثلة: (عندما يتعلق الموضوع بالأمن الوطني لا تحدثوني عن حقوق الإنسان)!
وهناك منا للأسف من يتلقطون مثل هذه الأخبار، وكأنهم يفرحون بها، ويستثمرونها، ويجعلون منها قضية تهدف إلى إدانة الدولة. سلمان العودة - مثلاً - كان قد غرد على «تويتر» قائلاً: (للمرة الثانية في عرعر ينتحر شابٌ عشريني من سوء المعيشة، كان مؤذناً لمسجد الشيخ ياسين، انتحر في مسجد الشيخ أبي بداح في الدور الثاني. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}). وما إن غرد بهذه التغريدة حتى (كذّبه) مغردٌ آخر يكتب باسمه الحقيقي بتغريدة نسفت انتهازيته تماماً قائلاً: (رداً على الشيخ سلمان العودة: الشخص المنتحر في عرعر أعرفه معرفة شخصية، وأعرف عائلته جيداً، عائلته من طبقة التجار، ولكن الشخص كان مريضاً رحمه الله). فأسقط في يد العودة وانكشف.. ولعل هذا ما يُفسر لماذا (سكت) ولم يُعلق على أحداث الأثيوبيين ولو يتغريدة واحدة، رغم أنها قضية أمن وطن، وكأن الأمر لا يعنيه.
حفظ الله رجال أمننا، ووفقهم، وسدد على طريق الخير للوطن خطاهم.
إلى اللقاء