على الرغم من أن الجميع يرى أن كل الأشياء الجميلة تعانق البداية.. إلا أني كنت دائماً أخشى بداية كل شيء وليت خشيتي من البدايات.. رحمتني من مصيبتي بك..
كنتُ دائماً أبحث عن قدري في كل شيء وربما ذلك يعد جنوناً! أن يبحث أحد عن قدره.. فالقدر دائماً يختارنا ولا نختاره، إلا أني كنت تلك المجنونة ورحت أُطارد كل شيء بحثاً عن قدري ولم أبلغه..
“وحين التقيتك.. أبصرت قدري في عينيك..
كنت قدري.. ومصيبة قلبي في آن واحد..
كنت وطني.. حيث التجرد يسكن العالم..
كنت الحنين.. حيث صرخات الزمن القاسي..
كنت الملاذ.. حيث أصوات الوحدة الموحشة..
كنت أظن أن لعبة القدر والحب... لن تنطوي عليّ إلا أني أُرغمت على لعبها معك دون وجود قوانين تحمي قلبي من الانكسار والأذية، وأُرغمت أيضاً على الخسارة والأعظم خسارتك..
لا أعلم.. هل كان حبنا يعني لك شيئاً! هل كُنت مؤمناً به!.. أم هو أُلعوبة قدر كما أظن..
هل تصدق، المصيبةُ كُلها آتية من كونك قدري..
أنا لا ألعن لحظات حبي معك “أنا فقط.. أُمطر اليوم الذي صادفني بك.. وأيقنت فيه أنك قدري” وابلاً من اللعنات..
علمني.. كيف أتوقف عن حبك! علمني ألا أبكيك يا قدري.. كمعروفٍ أخير أرجوه منك..! كُنتَ دائماً ترحل وترميني على قارعة الانتظار.. حتى علمني الانتظار كيف أُقارع كؤوس الصبر برفقته.. لم أدرك أبداً.. أن قدري انتظارك..
مليئةٌ أنا بخيباتك، ورغم ذلك أحبك.
ظننتك تسرق اللحظات لأجلي ولكنك كنت تسرقها لغيري.. ورغم ذلك أحبك.. “أُدرك أنك تحبني وأنك في لحظات ألمك تعود لي.. وتدرك أني أحبك أكثر مما أحببتني بكثير” للدرجة التي لا أرفضك حين تعود إلي متألماً.. رُغم تعنت قلبك وقسوتك عليّ..
أنا لا أستحق منك هذا الجزاء.. لا أستحق منك هذا الغياب.. لا أستحق منك، أن تشبعني حباً وترحل كأني لم أكن يومًا حبيبتك! (أخبرتك ذات مرة) ألا تمتحن صبري، ورغم ذلك تجاهلتني ورحلت!
رحلت “وكأن لا أحد وراءك يعنيه أمرك..
رحلت وتركت خلفك حباً نسيته بعدما عايشته..
تركت “خلفك ذاكرة مليئة بالذكريات الجميلة..
تركت خلفك أنثى لطالما حرصت على الوفاء بحبك،
أنثى تركتها بين انتظارك وخيبة رحيلك..
تُرى هل أصبح حبنا عتيقا لديك؟! هل نسيت ـنك كنت الحب” وكنت أنا وردته..! كيف تركت وردتك تنزف بين الأشواك.. ألم تفكر في خوف “أن النزيف قد يستمر وأظل أنزُف..
ويتحول العالم في عيني هنيهة ثم هنيهة إلى صورة من رماد (وتتحول الورود إلى أشواك) حتى نسمات الهواء تتحول إلى مخالب تخدش كل من تلفحه!
وأظل أنزف..
حتى تسكن الصرخات... وتخفت الأنفاس..
ويتحول الرماد إلى ظلام..!!! فلا أقوى بعدها على مناداتك يا قدري،
تُرى هل مات حنينك وانتهى حديثك.. وأغلقت صفحة الحوار بيننا؟!
أنا لا شيء عندي يموت أنا حنيني لا يخالجه سكون.. أنا قلبي يثور، أنا عيني تثور.. أنا كلي أثور.. أنت، تعلم أني انتظرتك طويلاً.. تعلم أنك أهملتني كثيرا.. تعلم ذلك وتتمادى في الغياب، وليتك تعلم.. كيف أن داخلي يضجُّ حطاماً إثر الاشتياق المليء بخيبات رحيلك.. لو بمقدورنا.. أن نرجع الزمن للوراء.. لأرجعت أيامي معك حنيني الذي أسكنته في جوفك..
قلبي الذي ضم حنايا قلبك.. لكننا لا نقدر.. لا نقدر لا أعرف لماذا الحب يخذلنا..؟ لماذا حين نحب، نسرف في مشاعرنا فلا يبقى لنا ما يعزينا على تحمل جراحاتُه!
كنت دائماً أقول لنفسي إن الحب الذي يؤذي قلبنا ويجدد مواجعنا ويكسرنا في كل لحظة.. هو حرب لمشاعرنا وليس حباً، هو وأد لروح الحياة فينا وليس حباً، هو تجاهل لذاتنا وحقها وليس حباً”، لا أعلم لماذا نسيت أن أقول ذلك لنفسي في اللحظة التي أيقنت فيها أنك قدري ومصيبتي في آن واحد.. انتظرتك بما يكفي، بعثت لك أشواقي ورسائلي.. ورغم ذلك لم تجهض كلماتي غيابك.. وتسمرت حيث أنت وتماديت بغيابك الموجع..
الآن شيء واحد أود إخبارك به..
“تمادى بالغياب كما يحلو لك.. فلقد تخطيت حدود النسيان، واكتفيت من انتظارك”.