مما لا يدع مجالاً للشك أن مهلة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة بالمملكة كانت كافية لمن كان يريد البقاء للعمل بطرق مشروعة في البلد، وكان لا بد من الجهات ذات العلاقة بشؤون الوافدين من تطبيق الأنظمة بصرامة وحيادية دون استثناء أو محاباة؛ فأمن الوطن الاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي خط أحمر. ولعل انحسار مفهوم الحملة في الجوانب المتعلقة بشؤون الوافدين مفهوم ضيّق؛ فتلك الحملة الوطنية المعايير والسامية الأهداف ستساهم - بإذن الله - في القبض على كل عابث يحاول نشر صور الفساد، وستجعل كل متربص للقيام بعمل مخالف للشرع والأنظمة تحت الرقابة، وستقدم كل جان للعدالة الشرعية.. فمنافعها سنية، وثمارها يانعة، سيجنيها الوطن والمواطن معاً. ويعوَّل كثيراً على مسؤولية المواطن النزيه الشريف المحب والغيور على وطنه في إنجاح مساعي الحملات الأمنية والقضاء على التستر والإيواء، فالمقولة الخالدة (المواطن رجل الأمن الأول) يجب أن تكون ممارَسة وواقعاً ملموساً.
وفي كل يوم تزف لنا وسائل إعلامنا المتعددة صوراً مشرفة لتعاون المواطن مع الجهات الأمنية، وما نتج منه من إنجازات أمنية كبيرة، حالت - بعد الله - دون وقوع ما لا تُحمد عقباه. فالفوائد الجمة والمنافع المتعددة لحملات التصحيح باتت وشيكة؛ فشكراً من الأعماق لوزارة الداخلية ولأميرها المحبوب عرين الأمن الوطني سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حفظه الله ورعاه.