قال أعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف شكل حكومة انتقالية لإدارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. هذا وتأمل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أن تتمخض مفاوضات السلام المقترحة في جنيف عن حكومة مؤقتة كمخرج من الحرب التي بدأت في سوريا عام 2011.
وتخشى أن يعرقل قرار الائتلاف اليوم هذا السيناريو، وتواجه الحكومة التي أعلنتها المعارضة السورية تحدي فرض الأمن وتوفير الخدمات لسكان المناطق المحررة التي تسيطر عليها في سوريا في مواجهة السعي الكردي للإدارة الذاتية والنفوذ المتنامي للجماعات الجهادية.
وقال رئيس الوزراء أحمد طعمة في كلمة ألقاها في اسطنبول غداة إعلان تشكيل الحكومة التي تضم تسعة وزراء أن حكومته ستكون حكومة عمل لا حكومة كلمات من أولى مهماتها نشر الأمن والسلم الأهلي في سوريا المحررة وتلبية الاحتياجات المعيشية للإنسان.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وافقت على تسمية تسعة وزراء في حين لم ينل ثلاثة آخرون عدد الأصوات المطلوب. وبعد قرابة ثلاثة أعوام من اندلاع النزاع في سوريا باتت المعارضة تسيطر على مناطق واسعة من شمال البلاد وشرقها.
إلا أن نفوذها في هذه الأجزاء يتقاطع مع رغبة الأكراد في الإدارة الذاتية للمناطق التي يتواجدون فيها وتكرار تجربة أقرانهم في العراق. ويقول منذر أقبيق مدير شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن الحكومة ستكون خدماتية بالدرجة الأولى مهمتها تحسين حياة المواطنين وتقديم الخدمات لهم على الأرض.ويضيف أن رئيس الوزراء تواصل مع القوى الموجودة على الأرض وكثير منها خصوصا تلك المنضوية تحت هيئة الأركان والائتلاف رحبت وأبدت استعدادها للتعاون وحماية الحكومة وموظفيها ليقوموا بتقديم الخدمات للمواطنين.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الأكراد إقامة إدارة انتقالية في شمال شرق سوريا ليرسخوا أكثر من وجودهم الجغرافي والسياسي. ويرى الأكراد في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا فرصة للحصول على المزيد من الحكم الذاتي مثل بني جلدتهم في العراق المجاور بعدما تعرضوا لفترة طويلة للقمع في عهد بشار الأسد وأبيه من قبله. وقالت لجنة من الأكراد وجماعات أخرى خلال اجتماع عقد في مدينة القامشلي السورية إن الوقت قد حان لإقامة سلطة لإدارة المنطقة. وقالوا في بيان في ضوء الظروف الراهنة التي تمر بها سوريا وبهدف سد الفراغ الإداري.
نرى أن هناك ضرورة قصوى للتوصل إلى إدارة انتقالية تعددية ديمقراطية. وقال البيان إنهم ملتزمون بوحدة سوريا وطلبوا من القوى العالمية والدول المجاورة دعم الإدارة الجديدة التي قالوا إنها كسبت تأييد الجماعات السياسية والأقليات المختلفة في المنطقة. ميدانيا دارت اشتباكات أمس الأربعاء بين قوات النظام والجيش الحر في ريف حلب في شمال سوريا حيث يحاول النظام تحقيق مزيد من التقدم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تل حاصل التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة.وأضاف أن قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب الله اللبناني تشتبك مع المقاتلين في محاولة من النظام للسيطرة الكاملة على طريق حلب السفيرة.