أعلن الحسين العباسي رئيس اتحاد الشغل أنه سيتم رسمياً استئناف جلسات الحوار يوم الثلاثاء المقبل بعد أن تكون المنظمات الأربع قد استكملت مشاوراتها مع الأحزاب السياسية المشاركة في أعماله وبعد أن يقع التوافق بشأن الشخصية التي ستترأس حكومة الكفاءات المستقلة وفق ما تنص عليه بنود خارطة الطريق التي وقعت عليها كل الأطراف المشاركة.
جاء هذا الإعلان عن العودة الرسمية للحوار الوطني إثر لقاء مطول جمع العباسي برئيس الجمهورية الذي أبدى بحسب ما صرح به العباسي تفاؤله بتوفق قيادات الأحزاب السياسية إلى التوصل إلى حل للإشكالات التي مثلت عقبة في طريق مواصلة الحوار. يذكر أنه واستناداً لتسريبات من اتحاد الشغل فقد التقى رئيسه الحسين العباسي بعلي العريض رئيس الحكومة قبيل لقائه بالمرزوقي وبالرغم من عدم الإعلان عنه إلا أن مصادر بالاتحاد قالت إن الرجلين اتفقا مبدئياً على استبعاد المرشحين الاثنين الذين طرحتهما النهضة والمعارضة على اعتبار أن تمسك طرفي النزاع كل بمرشحه كان العقبة الأبرز والسبب الرئيسي لتوقف عجلة الحوار الوطني عن الدوران خلال أكثر من عشرة أيام.
وكان الرباعي الراعي للحوار قد كثف اجتماعاته بممثلي الأحزاب المتنازعة وقيادييها في مسعى لإحلال التوافق حول عودة الفرقاء إلى طاولة الحوار طالما أن الجميع على اقتناع تام بأنه لا سبيل لحل الأزمة السياسية إلا عبر التحاور وتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى حلول ترضي كافة الأطراف وتشير بعض المصادر القريبة من حركة النهضة الحاكمة إلى أن الحركة أبدت تفهما مبدئيا لمزيد من التنازلات من أجل رأب الصدع بينها وبين المعارضة وإعطاء دفع قوي للحوار الوطني إلا أن القيادي النهضوي الحبيب خضر أكد تمسك النهضة برفض ترشيح شخصيات عملت مع نظام بن علي الديكتاتوري.
في المقابل اتفقت أحزاب جبهة الإنقاذ المعارضة على اشتراط إزاحة العقبات الثلاث التي عرقلت الحوار الوطني للعودة إلى طاولة الحوار وهي شروط أقل ما يقال عنها إنها تعجيزية تستوجب الكثير من الوقت لتنفيذها وتتعلق أساسا بالتراجع عن التعديلات المدرجة على النظام الداخلي للمجلس التأسيسي والتوافق أولا على شخصية رئيس الحكومة القادم دون شروط وأن يقبل أعضاء المجلس التأسيسي ورئيس الدولة هذا الترشيح دون نقاش أو تدخل.
من جهة أخرى أبدى الكثير من التونسيين ارتياحهم بعد العملية الأمنية الواسعة التي شنتها قوات الأمن والجيش في قرية بالجنوب التونسي نجحوا خلالها في إلقاء القبض على مجموعة من العناصر الإرهابية التي كانت بصدد الإعداد لتنفيذ عملية تفجير كبرى عبر شاحنة مفخخة.
وقالت وزارة الدفاع الوطني بأنها تمكنت من إبطال مفعول هذه الشاحنة وحجز كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة بالتوازي مع إلقاء القبض على 10 عناصر تنتمي إلى العصابات المسلحة التي انتشرت في مختلف أرجاء البلاد.