تمر الأحداث تباعاً وتتكشف أبعاد المؤامرة الدنيئة التي حيكت للمنطقة العربية لتقسيمها إلى دويلات صغيرة والتي كانت على وشك أن تتم لولا فضل الله أولاً ثم وجود رجال عظماء شرفاء أمثال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذين لا يقبلون الظلم، ولا التآمر على البلدان العربية والإسلامية، فقد كشفت صحيفة الأهرام المصرية بعددها ذي الرقم (46324) الصادر يوم 5-10-2013م عن أبعاد تلك المؤامرة الخسيسة التي دبرها الغرب لتفتيت وتقسيم الدول العربية وإضعافها وذلك من خلال الاعتراف الذي نشر في صفحتها الأولى تحت عنوان: (اعترافات أمريكية)؛ حيث نشرت الصحيفة اعترافات رئيس هيئة الأركان الأمريكية السابق الجنرال (هيوشيلتون) أبعاد تلك الخطة التي كان معدة سلفاً لزعزعة أمن واستقرار مصر والمنطقة كلها في إطار خططها الكبرى لتقسيم منطقة الشرق الأوسط أو ما يطلق عليه في الاصطلاحات السياسية بـ(الشرق الأوسط الجديد)، حيث ذكر رئيس هيئة الأركان الأمريكية في اعترافه المذكور أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي قد كشف عن أبعاد تلك المؤامرة التي قادها وخطط لها الرئيس الأمريكي أوباما في وقت مبكر قبل أن تقوم أمريكا بتنفيذها من أجل تحويل مصر إلى سوريا جديدة مدمرة ومفتتة إلى دويلات وبث الفرقة والتناحر بين أبناء الشعب المصري وحينها هب الجيش والشعب ووقفا وقفة متماسكة للقضاء على تلك المؤامرة الأمريكية الغربية الخسيسة لزعزعة أمن واستقرار مصر والمنطقة بأسرها فكانت وقفة الجيش والشعب وقفة شجاعة على قلب رجل واحد المتصدي لتلك المؤامرة.
ولولا فضل الله أولاً، ثم الدعم والمؤازرة القوية لمصر من قِبل كل من المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ومملكة البحرين والمملكة الأردنية الذين وقفوا صفاً واحداً ضد هذه المؤامرة ودعم الشعب المصري مادياً ومعنوياً وسياسياً والتي بادر إليها خادم الحرمين الشريفين بعزيمة الرجال وشجاعة الأبطال العظماء ثم سارت خلفه تلك الدول العربية ثقة في موقف المملكة الرائد الشجاع في هذا الموقف العصيب الذي تظهر فيه معادن الرجال، أقول لولا تلك الوقفة النبيلة الشجاعة لتم لأمريكا وللغرب وأعداء الإسلام والمسلمين ما أرادوا من تنفيذ تلك المؤامرة الخبيثة لزعزعة المنطقة العربية بأسرها والنيل من الإسلام والمسلمين، فالشكر لله أولاً وأخيراً على نعمة التوفيق والسداد وأن سخر هؤلاء الزعماء بقيادة خادم الحرمين الشريفين للوقوف صفاً واحداً أمام هذه المؤامرة الدنيئة، والدفاع عن الحق والذود عن الإسلام والمسلمين، وهذا من توفيق الله وتسخيره لجنوده فما يعلم جنود ربك إلا هو وهو وحده القادر على أن يسخر من يشاء وقت ما يشاء لإحقاق الحق وإبطال الباطل ونصرة الإسلام والمسلمين وتحقيقاً لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين عن ذلك خير الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناته وأبقاه حصناً حصيناً للإسلام والمسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.