أعلن هنا الناطق الرسمي باسم الرباعي الراعي للحوار أنه سيتم استئناف جلسات الحوار الوطني يوم الاثنين أو الثلاثاء القادمين، بمشاركة كل الأحزاب التي كانت حاضرة خلال اجتماعات الأسبوع قبل الماضي. وكان رئيس اتحاد الشغل الذي يقود الرباعي، قد أعلن تعليق الحوار منذ أكثر من أسبوع على خلفية عدم توافق الفرقاء السياسيين حول ترشيح شخصية واحدة لخلافة علي العريض على رأس حكومة الكفاءات المستقلة التي سيجري تشكيلها كما تنص على ذلك بنود خارطة الطريق.وتسود البلاد اليوم حالة من الترقب والتوتر المشوب بالخوف من انفجار الوضع الهادئ في انتظار زوبعة قد تقوم في كل لحظة، خاصة بعد أن صرح الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة الأسبق وزعيم حركة نداء تونس، المنافس الأول لحركة النهضة الحاكمة، بأن المعارضة ممثلة في جبهة الإنقاذ قد تضطر إلى العودة إلى الشارع في حال لم تستقل حكومة الترويكا يوم 15 نوفمبر الجاري تنفيذا لخارطة الطريق التي أمضت عليها الأحزاب المشاركة في الحوار وفي مقدمتها النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم.
وكان المراقبون في الداخل والخارج قد وصفوا تصريح السبسي على أنه خطوة عملاقة على درب تصعيد مواقف المعارضة خاصة وأن السبسي لم يتجرأ، في أحلك فترات الترويكا، على الدعوة إلى تحريك الشارع واستعمال العنف لإسقاط الحكومة التي يراها انقلابية بالدرجة الأولى لأنها على حد تعبيره، خانت الشعب ولم تف بوعودها له، وفشلت في إدارة الشأن العام. فيما لا ريب فيه أن النهضة التي عولت على تفهم المعارضة لحيثيات المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد ودعتها مرات إلى إحلال التهدئة إلى حين استكمال المسار الانتقالي، لا تتردد اليوم في التنازل عن السلطة في حركة، إن تمت بالفعل، ستدخلها التاريخ مرة أخرى، وستدفع الأنصار الذين تخلوا عنها خلال الفترة القليلة الماضية، إلى العودة إلى أحضانها، وربما يكونون مرفوقين بالآلاف من الجماهير الصامتة التي لا انتماء سياسي لديها.