تشرفت بأن كنت أحد طلاب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية في - كلية العلوم الإدارية - بجامعة الملك سعود، وقد لمست وزملائي الطلبة آنذاك تواضع سموه وشفافيته، ومن سموه - حفظه الله - تعلمنا الرقي في التعاطي مع الآخر، كل ذلك يشجعني لأن أنقل لنظر مقام سموه الكريم رغبة الكثير من الشعراء بمقر - لديوانية الشعر الشعبي - أسوة بالأدباء الذين تم منحهم مقرا - للنادي الأدبي - مؤخراً بعد أن أعلن عن ذلك معالي أمين الرياض المهندس عبد الله المقبل - حفظه الله -، حيث يُمثِّل الشعر الشعبي أهمية بالغة في الوجه الثقافي والحضاري والتاريخي كجزء لا يتجزأ من الأدب الشعبي في المملكة العربية السعودية، يقف في رأس أهمية قائمة ذلك كله شعر الحربيات - العرضة السعودية - الذي واكب مراحل توحيد الوطن الغالي المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - مثل قصائد فهيّد بن دحيّم، وعبد الرحمن بن صفيان، والعوني، والعريني وغيرهم من ذلك قول فهيّد بن دحيّم رحمه الله:
نجد شامت لأبو تركي وأخذها شيخنا
واخمرت عشّاقها عقب لطم خشومها
وكذلك قول الشاعر محمد العوني - رحمه الله - :
مني عليكم ياهل العوجا سلام
واختص أبو تركي عما عين الحريب
أيضاً فإن الشعر الشعبي المشرف منه ما جسّد الولاء والوفاء لولاة الأمر الكرام أطال الله عمرهم وأدام عزهم، كما أمر الله سبحانه وتعالى بذلك ونبيه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تنص على هذا الشأن، كتلك القصائد الوطنية والمنبرية الجزلة المشرفة للأمير الشاعر خالد الفيصل والأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن والشاعر خلف بن هذال وغيرهم، ولما للرياض كعاصمة للأدب والفكر على المستوى العالمي والعربي والخليج، فإنه يتأمل أبناء الوطن من الشعراء تكرم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز بالموافقة على منح الشعراء موقعا - لديوانية الشعراء - ما يساهم في دفع الحراك الثقافي والأدبي وتحديداً ما يخص الشعر الشعبي الذي لا تخفى أهميته الإيجابية على كل منصف.