قيل في السابق «الجماهير ملح كرة القدم»، وفي الحاضر تعلمنا المستديرة أن الجمهور أهم من قوة الدوري أو ضعفه، وهذا الأمر افتقدناه كثيراً في الدوري السعودي خلال السنوات الأخيرة؛ ما جعل الدوري يتراجع من حيث التصنيف، ولم يعد أقوى دوري عربي؛ كون الحضور الجماهيري أصبح قليلاً مقارنة بالتسعينيات.
في هذا الموسم أعادت جماهير الهلال القضية إلى الواجهة، وجعلت الشارع الرياضي يتحدث عن حضورها بشكل لافت مقارنة بالجماهير الأخرى.
فرغم أن فريق الهلال لعب في أكثر من منطقة في أرجاء المملكة إلا أن جماهيره كانت في انتظاره على أحر من الجمر؛ فحضرت في القصيم فزادت روعتها، وحضرت في الشرقية فزادت روعتها، وزاد جمالها في نجران، واكتملت روعتها في العاصمة الرياض من خلال الحضور الكبير.
عندما أظهرت مؤسسة زغبي العالمية، التي تُعنى بالدراسات والبحوث التسويقية، دراسة تثبت أن جماهير الهلال هي الأكثر على مستوى الأندية السعودية والخليجية، خرجت أصوات تشكك في الدراسة، وما هو إلا وقت قصير حتى خرج أكثر من مسؤول من شركة موبايلي وأعلن بشكل مباشر أن هدفهم في الدوري السعودي رعاية الهلال فقط، ولم يفكروا في رعاية غيره؛ كون الهلال يحظى بشعبية كبيرة لا مثيل لها في السعودية بشكل خاص والخليج بشكل عام. جماهير الهلال من خلال حضورها في هذا الموسم بشكل خاص والمواسم السابقة أثبتت للجميع أنها الأكثر شعبية من بين مشجعي الأندية الأخرى، وذلك بعد أن بلغ عدد حضورها أكثر من 104.000 متفرج خلال الجولات التسع الأولى، ويبتعد بذلك على أقرب منافس له، وهو الاتحاد، الذي بلغ عدد جماهيره 75.000. عندما عادت جماهير الهلال في هذا الموسم بشكل لافت للحضور أعطت الدوري نكهة خاصة من خلال روعة وجمالية منظر المدرجات، على الرغم من تجاهل الناقل الرسمي لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين القنوات الرياضية السعودية من إبراز أو إظهار مظهر الجمهور الهلالي الكبير في جل مبارياته.
يُحسب للمدير الفني للفريق الأول بنادي الهلال سامي الجابر دوره الكبير في شحن همم جماهير الهلال من أجل الحضور، خاصة أنه في كل مؤتمر صحفي يقيمه يدعو فيه الجمهور للحضور، ويكون الرد ساراً من الجماهير لما يمتلكه الجابر من محبة لدى عشاق الزعيم جميعاً.
بعد هذه الإثباتات ألم يأتِ الوقت ليعترف من شكك في أحقية جماهير الهلال بلقب «الأكثر شعبية» على مستوى المملكة؟