مكة المكرمة - سعود البركاتي / تصوير - سليمان وهيب:
أعلن أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أمس انتهاء أزمة النظافة في مكة المكرمة، بعد إضراب العمالة الخاصة بالشركة المشغلة لمدة سبعة أيام متوالية؛ بسبب عدم تجديد الإقامات الخاصة بهم، وعدم استلام بعضهم مستحقاتهم المالية.
وبيَّن أمين العاصمة المقدسة في مؤتمر صحفي عقده أمس في مكتبه في الأمانة أن المشكلة انتهت تماماً بعد إيجاد حلول عاجلة، تضمن عودة العمالة إلى أعمالهم؛ إذ سيتم تدريجياً تجديد إقامات من لم يتم تجديدها سابقاً, البالغة نحو 3500 من أصل 5500 إقامة عامل، فيما سيتم البدء من اليوم في تسليم المستحقات المالية للشهر الميلادي الماضي.
ولفت الدكتور البار إلى أن قضية النظافة في مكة المكرمة تعد قضية مؤرقة؛ والسبب هو تكرار توقف العمالة عن العمل أربع مرات خلال عام واحد، مؤكداً أن مشكلة التوقف عن العمل ليست في مكة فقط، بل جاءت بالتزامن مع توقف عمال النظافة في كل من المدينة المنورة والعاصمة الإسبانية مدريد؛ ما يشير إلى أن القضية عالمية، ولا تقتصر على مدينة معينة.
وأشار إلى أن سبب التوقف عن العمل هو عدم تجديد الإقامات الخاصة بالعمال؛ إذ إن العقد بين الأمانة والشركة المشغلة كان ينص في حالة زيادة رسوم تجديد الإقامات من قبل الدولة تتكفل وزارة المالية بدفع الفارق بعد أن يعمل المقاول على تجديد الإقامات من حساب الشركة, ومن ثم الرفع إلى الوزارة للمطالبة بالمستحقات، إلا أن قدرة المقاول المالية لم تمكنه من تجديد جميع الإقامات؛ ما تسبب في تأخر عملية التجديد بشكل كامل.
وطمأن أمين العاصمة المقدسة سكان وزائري مكة المكرمة بعدم تكرار ما حدث من مشكلات في النظافة، وذلك بعد توقيع خمسة عقود جديدة مع شركات متخصصة في النظافة؛ إذ سيتم تقسيم مكة المكرمة إلى خمس مناطق، وهذا ما سيساعد على تلافي ما حدث مستقبلاً.
وثمَّن الدكتور البار المبادرات التي قدمها عدد من الجهات الحكومية، كأمانة المدينة المنورة والهيئة الملكية في ينبع وأمانة محافظة جدة، ومساندتها أمانة العاصمة المقدسة من خلال تقديم الدعم الآلي والبشري لسد الحجز الناقص في عملية النظافة في مكة المكرمة، مؤكداً في الوقت ذاته الدور الكبير الذي لعبته إمارة منطقة مكة المكرمة ممثلة في وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري, الذي بذل جهوداً متواصلة لحل المشكلة، وأشاد بدور رجال الأعمال في مكة المكرمة الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في حل المشكلة.
وألمح أمين العاصمة المقدسة إلى أن حملة التصحيح التي بدأت وزارتا الداخلية والعمل تطبيقها، والتي جاءت بالتزامن مع توقف عمال النظافة، لم تمكن الأمانة من توفير العمالة من الشركات أو المؤسسات الأخرى؛ إذ تم الاستعانة بنحو 300 عامل من إدارة الحدائق و91 عاملاً من أمانة جدة، وأعداد أخرى من المقاولين العاملين في مشاريع الأمانة، ووصل العدد الإجمالي إلى نحو 1000 عامل، ولكن لم يكن هذا العدد يكفي لسد الاحتياج، إذا ما علمنا أن العدد الإجمالي لعمال النظافة في مكة المكرمة يصل إلى 5500 عامل في الأيام العادية.
وفي سياق منفصل، أعلن أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أن الأمانة بدأت فعلياً بشكل تدريجي في تنفيذ المخطط الجديد لارتفاعات المباني في مكة المكرمة، لافتاً إلى أن النظام الجديد سيسمح بزيادة عدد الأدوار في الأحياء المحصورة بين الدائري الثالث والرابع إلى أربعة أدوار, البالغ عددها نحو 86 حياً، فيما سيتم زيادة عدد الأدوار في الأحياء المحصورة بين الدائري الرابع والخامس إلى ثلاثة أدوار، البالغ عددها نحو 106 أحياء.
موضحاً أن المخطط الجديد سيشتمل على إيجاد محاور تجارية ورئيسية جديدة في معظم الأحياء السكنية في مكة المكرمة؛ إذ يجري العمل حالياً على وضع لائحة تنفيذية مفصلة لكامل النظام.
ولفت الدكتور البار إلى أن النظام الجديد سيساهم في تشجيع أصاحب الأراضي الفضاء لبنائها؛ إذ سيمكنهم هذا النظام من زيادة عدد الأدوار، وهذا يعد جانباً استثمارياً مشجعاً.