عنيزة تلك المدينة الضاجة بالبياض، الغارقة بالمعرفة والثقافة تنطلق اليوم عبر بوابة الفكر المتزن والمعرفة الواسعة، والثقافة الحقة، فتحت ذراعيها لتستقبل ضيوفها على ضفاف الأدب، وودعت أضيافها بعد أن ترك المهرجان بصماته الواضحة في قلوب النخب المثقفة الذين جاؤوا ليشاركوا عنيزة فرحتها في ميدان الثقافة والفكر والمعرفة، لقد أضاءت عنيزة للثقافة شعلة ستظل مضيئة عبر السنوات ليكون للفكر حضوره، وللمعرفة مكانها في ذاكرة الجميع، وقد جاء مهرجان الثقافة في عنيزة ليطرق الأبواب، ويدعو أهل الأدب والثقافة، ويجمع أهل القرائح في الشعر والأدب والتاريخ، ويلم الشمل بين رجال الفكر وأهل الحوار ليسجلوا في هذا المهرجان عبر منظومة متناسقة من جلساتهم وندواتهم ومحاوراتهم روائع نفيسة ستظل محفوظة بمدونات المهرجان للأجيال القادمة، وستحفظها سجلات التاريخ إرثا ثقافيا ومرجعا فكريا لمن يريد أن يعود إليها ويتزود منها في العصور القادمة.
هكذا كان مهرجان الثقافة في عنيزة سجلا من العطاء الفكري أعطى ثماره اليانعة من عطاءات المفكرين من أهل التاريخ والأدب والثقافات المتنوعة بحواراته الهادئة المتزنة، فقد كان مهرجان عنيزة الثقافي محملا بأوراق المفكرين والمثقفين وحملة القرطاس والقلم فكان ثرياً بعطائهم.. سخياً بإبداعاتهم. تشم فيه رائحة المعرفة والبعد الثقافي والتاريخي الذي تعتز به عنيزة التي واحتفلت به حيث حمل بين جنباته صوراً ناصعة للمدينة المثقفة التي تعتز بثقافة وفكر أهلها الأوفياء، لقد تداعت الأقلام والصحف لتسجل حضور عنيزة الثقافي وراحت تتبارى في محفل عنيزة الثقافي لتقدم عبر صفحاتها وجبات صحفية ثقافية متتابعة من عنيزة التي جعلت مهرجانها الثقافي تظاهرة تقام كل سنتين في خطوة غير مسبوقة على مستوى مثيلاتها من المحافظات، هنيئا لمحافظة عنيزة هذا التميز والإبداع والله الموفق.