كلما قربت نهاية بشار وأذناب إيران في سورية أصبح عقد اجتماع جنيف ضرورة ملحة!!! قبل فترة ظهر علينا وزير الخارجية الروسي يتحدث بصراحة وعلانية موجهاً اللوم للدول التي تدعم المعارضة، مطالباً إياها بردع المعارضة لوقف نشاطها وذلك عندما فشل الأسد في وقف القتال!!!
زعيم حزب اللات في كلمته الأخيرة وعلى الرغم من محاولة إظهار نفسه بالمنتصر هو والجيش النظامي، إلا أنه يخفي بين طيات كلمته خوفاً ورعباً يرعد في قلوب القوم، حيث تأكد له أن لا خلاص من هذه الحرب ولن تنتهي حتى تأتي عليه وعلى كتائب أبو الفضل والمقاتلين الإيرانيين، فقد تم استنزافهم والآن بدأت ملامح الحرب الجديدة تكشر لهم بأنيابها فلن يستسلم المجاهدون السوريون أبداً فقضيتهم عادلة وهم يحاربون على مصير الوجود (نكون أو لا نكون). فحزب اللات وكتائب أبو الفضل العباس وإيران أعياهم القتال وقد تكبدوا الخسائر بالأرواح حتى أُسقط في أيديهم، فهم يحاربون على أرض ليست بأرضهم أما الشعب السوري المجاهد فهم يحاربون على أرضهم لإخراج المحتل منها، وما من شعب على مر التاريخ حارب طلباً للخلاص والحصول على حريته إلا وقد حصل على مراده ولو بعد عشرات السنين، فليس لهم سوى أرضهم فإنهم يدافعون عنها، أما هؤلاء الغزاة فهم يعلمون الآن أنه تم استنزافهم وتجري حالياً قهقرتهم إلى الوراء على الرغم من استماتتهم لإعطاء صورة للعالم أنهم ينتصرون، وهم يعلمون أن العد التنازلي قد بدأ، فها هي روسيا بدأت تصرخ طالبةً تدخل أمريكا للضغط على الدول الداعمة للمعارضة، فقد علمت أن الكفة بدأت تميل لصالح قوى المعارضة وأن هذه الحرب ستطول وهي لن تكسب شيئاً وسوف تكون الخاسر الأكبر فيما لو طالت، بل إنها سوف تولي الدبر إن طال أمدها الأمر الذي سوف يؤدي إلى سقوط النظام بشكل متداع سريع، ولهذا الأمر فإن زعيم حزب اللات يعيش حالة رعب من إطالة أمد هذه الحرب ويعلمون جيداً إلى ما سوف تؤول إليه، إذ إنها ستذهب إليه في عقر داره بلبنان، فكما أطل عليهم برأسه سيطلون عليه برؤوسهم، ولسوف يسعى ثوار سورية إلى إخراجه من مكمنه تحت الأرض ولو استدعى ذلك إلى أن يفيضوا عليه ماء البحر المتوسط إلى أن (ينطق)، كما تفعل بعض الثديات البرية الصغيرة عندما يعاجلها السيل في جحورها!!!
وبالنسبة لكتائب أبو الفضل العباس فقد أُنهكت قواهم وبدأ سلاحهم بالنفاد، وهذا أحد الأسباب التي جعلت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يذهب لواشنطن للحصول على سلاح نوعي بذريعة محاربة القاعدة وهو بالأساس هذا السلاح سيذهب لعمليات التطهير العرقي الممنهج الحاصل بالعراق ضد السنة، وجزء منه لدعم كتائب أبو الفضل في سورية، وأيضاً سوف يكون لإيران نصيب من هذا السلاح، فإيران هي من دفع بالمالكي كي يذهب لواشنطن كونه حليف الأمريكان الذين جاءوا به على ظهر دباباتهم، وسوف يحققون له مطلبه بالحصول على السلاح الذي يريده وإن أباد نصف الشعب العراقي بهذا السلاح بحجة محاربة الإرهاب!!!
في هذه الأثناء بدأت تخرج صيحات من هنا وهناك لإجبار المعارضة السورية على الموافقة لقبول المشاركة بجنيف (2)، على الرغم من عدم تطبيق أي من بنود جنيف (1) على أرض الواقع، والهدف من جنيف (2) هو إفراغ جنيف (1) من مضمونه وبنوده التي تم الاتفاق عليها وعدم مشاركة المعارضة يعني أن الحرب ستطول وهذا ما لا تطيقه لا روسيا ولا إيران، لأنهما ضالعتان في هذه الحرب بشكل مباشر وسوف تكون الكفة راجحة بعد حين للشعب السوري المناضل، وسوف يتحقق النصر بعد حين وسوف يأفل نجم روسيا ويغيب وسوف تنهار دولة الاستبداد الصفوية بإيران، وحينها سترحل أسماء شغلت الرأي العالمي: (خامنئي، بشار، حسن نصر اللات، نوري المالكي) وسيعود كل شيء إلى وضعه الطبيعي ما قبل حقبة الثمانينات، مع حصول شعوب دول الربيع العربية على مساحة واسعة من الديمقراطية المنشودة.