سارعت دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد ساعات قليلة من نشر التقرير الخاص بأسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي أكد عملية تسميمه حتى الموت عبر مادة البولونيوم المشعة، إلى القول بأنها: ليس لها أية علاقة بمقتله. فيما قال اللواء توفيق الطيراوي مسؤول لجنة التحقيق في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات: إنه سيتم عقد مؤتمر صحافي في مدينة رام الله اليوم الجمعة لكشف نتائج تقرير وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
هذا ونقل موقع «والا» العبري عن الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية -يغال فلمر- قوله: إن نتائج التقرير أشبه ما تكون بمسلسل تلفزيوني أكثر من كونها نتائج علمية بحتة فيما عقب -عنان غيسين- الناطق الإعلامي باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينها آريئيل شارون بالتأكيد على وجود قرار حكومي إسرائيلي يمنع المس بعرفات بأي شكل، مشيراً إلى أنه وفي حال صحت رواية التسميم فمن الممكن أن يكون أحد المقربين منه فعل بذلك، على حد تعبيره.
وقال غيسين: إن إسرائيل فعلت كل ما بوسعها لكي لا تكون متورطة بهذا الأمر، وأن رجالات عرفات حينها كانوا في أوج الصراع على الملك وفي إطار ذلك اتهموا إسرائيل بتصفيته، لأن اتهام إسرائيل يعفيهم من الكثير من المشاكل.
وأشار غيسين إلى وجود الكثير من المال داخل القصة التي لا يزال تأثيره حاضراً حتى اليوم، لافتاً إلى أن صراع الأموال والملك مستمر حتى اليوم ولذلك فهذه القصة مستمرة حتى اليوم كما قال.
وكانت إسرائيل ردت على اتهامات بتسميم عرفات خلال فترة موته عام 2004، فعلق -دوف فايسغلاس- حينها على الاتهامات بالقول «كان هنالك اقتراح بالتخلص من عرفات عبر إرسال فرقة خاصة لاختطافه ونقله إلى خارج الحدود إلا أن ذلك لم يرق لشارون لخشيته من حدوث خلل في العملية ما قد يودي بحياته وبالتالي اتهام إسرائيل بمقتله».
وكشف علماء سويسريون عن وجود بولونيوم مشع في رفات عرفات وسط تقديرات بأنه مات مقتولاً به، وعثر المكلفون بفحص عينات من رفاته على مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع في رفاته مما يرفع نسبة الاشتباه بأنه مات مسمومًا بها لـ 83%.
وخلص خبراء سويسريون من معهد لوزان للفيزياء الإشعاعية إلى أنه من المرجح أن يكون الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد توفي نتيجة تسممه بالبولونيوم بحسب تقرير نشرته قناة الجزيرة القطرية أمس الأول الأربعاء.
وقال التقرير المكون من 108 صفحة وكتبه عشرة من الخبراء من المعهد أن نتائج التحاليل لرفات عرفات (تدعم باعتدال الفرضية القائلة إن وفاته كانت نتيجة لتسممه بالبولونيوم-210 (مادة مشعة سامة جداً). وتابع التقرير: (تم إجراء تحاليل سمية وسمية إشعاعية جديدة أظهرت نسبة عالية لم تكن متوقعة من البولونيوم 210 والرصاص 210 النشطة في العديد من العينات التي تم تحليلها.
وأشار التقرير إلى أن مستوى البولونيوم في (العظام والأنسجة اللينة كانت أعلى بعشرين مرة) من المتوقع مما يستبعد تماماً نظرية كانت طرحتها وسائل الإعلام سابقاً ومفادها أن التدخين السلبي أدى إلى رفع نسبة البولونيوم أعلى من الطبيعي.
وقالت سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أمس الأول الأربعاء المتواجدة في العاصمة الفرنسية « باريس» بعدما تسلمت نتائج تحاليل للطب الشرعي في سويسرا لعينات من جثته: إن عرفات مات مسموماً بالبولونيوم المشع عام 2004م.. وأضافت أرملة الزعيم الفلسطيني بعدما تسلمت تقريراً من معهد فيزياء الإشعاع في مستشفى جامعة لوزان: نحن نكشف جريمة حقيقية اغتيال سياسي.