سجّل عدد من الدبلوماسيين تقديرهم واعتزازهم للمواقف الثابتة والسياسة الحكيمة والواعية التي تنتهجها المملكة في دعمها ومساندتها للقضايا العربية والإسلامية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - وحتى الآن في عهدها الزاهر دون توقف، ودللوا على ذلك بموقف المملكة المشرف الرافض لعضوية مجلس الأمن الدولي لمدة سنتين رغم إنها من المؤسسين للأمم المتحدة.. واعتبروا في تصريحات خاصة لـ(الجزيرة) القرار الذي اتخذته بأنه يعكس وبجلاء النظرة الثاقبة والرؤية الواعية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وحرصه واهتمامه تجاه نصرة قضايا أمته العربية والإسلامية وأمن واستقرار المنطقة.. وفي غضون ذلك رحبوا بتجديد المملكة ومطالبتها لمجلس الأمن الدولي للقيام بمسؤولياته التاريخية والأخلاقية والإنسانية وإصلاح المجلس وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته من خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، معتبرين ذلك رسالة صريحة وواضحة للمجلس في تفعيل دوره وتغيير مساره وآليات عمله وإعادة حساباته تجاه القضايا المصيرية وتحمل مسؤولياته، وأجمعوا في معرض تصريحاتهم على أن احتفاء العديد من الدول العربية إلى جانب فرنسا وألمانيا جاء تأييداً للمملكة في قرارها التاريخي وتقديراً لمكانتها الدولية وثقلها السياسي والاقتصادي واحتراماً لموقفها الشجاع والتاريخي.. وفيما يلي نص تصريحات السفراء..
نظرة ثاقبة
بداية حيّا السفير الأردني لدى المملكة جمال الشمايلة موقف المملكة المتمثل في رفضها لعضوية مجلس الأمن الدولي لمدة سنتين واصفاً القرار بالمشرف والشجاع وغير المسبوق، مؤكداً في هذا السياق أنه يعكس وبجلاء المواقف الثابتة والرؤية الواعية والنظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وحرصه الدائم واهتمامه المستمر بنصرة قضايا أمته العربية والإسلامية والدفاع عنها ومساندتها وفي سبيل أمن واستقرار المنطقة، ورأى بأن الموقف جاء بعد استمرار حالة الإحباط من المجلس في أعماله وقراراته وعجزه في التعامل مع هموم ومتطلبات المنطقة وقضاياها المصيرية والمهمة.. واعتبر تجديد مطالبة المملكة مجلس الأمن للقيام بدوره وتحمل مسؤولياته التاريخية من خلال مجلس الوزراء الذي عقد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رسالة صريحة وواضحة لإعادة حساباته وتغيير مسار آليات العمل وازدواجية المعايير داخل أروقته، ولم يستغرب سفير الأردن من ردود الفعل الإيجابية من قِبل العديد من الدول العربية والإسلامية وتضامنها مع موقف المملكة.. مؤكداً بأن ذلك يعكس التقدير الذي تحظى به المملكة إقليمياً ودولياً ولثقلها السياسي والاقتصادي وموقعها المهم واحتراماً لقرارها الشجاع والجريء الذي اتخذته.
موقف صائب
من جانبه رحّب السفير المصري لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب بقرار عدم شغل المملكة لمقعد مجلس الأمن الدولي معتبراً بأنه خطوة إيجابية وغير مسبوقة وقرار صائب يجسد مدى التزامها الثابت وموقفها الراسخ حيال مسؤولياتها التاريخية تجاه قضايا الأمة المصيرية.. مؤكداً في هذا الصدد بأنه لم يأت أو ينطلق من فراغ، بل جاء استناداً على معطيات مهمة على رأسها غياب موقفه المنصف تجاه قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وعن الأزمة السورية والمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري الأعزل من قبل جيش الأسد الغاشم من قتل وتدمير وتشريد مستخدماً أعتى أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة أمام مرأى ومسمع من العالم. إضافة إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.. وأشار السفير المصري إلى أن الأصداء الواسعة للقرار الذي اتخذته المملكة من قبل العديد من الدول جاء تضامناً حقيقياً مع المملكة.. وتقديراً واحتراماً لمكانتها الدولية ومواقفها الثابتة وسياستها الحكيمة التي تتبعها وثقلها السياسي والاقتصادي العالمي.. موضحاً أن تجديد مطالبة المملكة بضرورة القيام بمسؤولياته التاريخية والأخلاقية رسالة صريحة للمجلس بأن عليه أن يتحمل دوره وأن يعيد ترتيب أوراقه حتى لا يفقد مصداقيته.
خطوة إيجابية
من جهته أبدى السفير الجزائري لدى المملكة عبدالوهاب دربال تأييده لعدم قبول المملكة عضوية مجلس الأمن الدولي الذي اتخذته مؤخراً معتبراً الموقف بالإيجابي والصريح ويعكس النظرة الثاقبة والرؤية الواعية والسياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومواقفه الثابتة تجاه مساندته ونصرته للقضايا العربية والإسلامية، ومن أجل أمن واستقرار المنطقة مبدياً أسفه للغياب التام لدور مجلس الأمن وعدم الاضطلاع بمسؤولياته وأداء واجباته فعلياً وعملياً تجاه مختلف القضايا المصيرية في المنطقة.. الأمر الذي بسببه رفضت المملكة المقعد على الرغم أنها دولة شاركت في تأسيس الأمم المتحدة، معرباً عن أمله بأن يجد موقف المملكة التاريخي والمشرف آذاناً صاغية من المجلس بتغيير سياساته وإعادة حساباته وتفعيل دوره وإعادة الأمور إلى نصابها بصورة فعلية وعملية بقراراته وبشكل حازم تجاه القضايا المصيرية.
موقف ثابت
بدوره ثمّن السفير الفلسطيني لدى المملكة باسم عبدالله الأغا رفض المملكة لعضوية مجلس الأمن الدولي الذي اتخذته بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكداً أن القرار يعكس الموقف الثابت للمملكة والفاعل في دعم القضايا في المنطقة وحرصها على دعم السلام، مشيراً إلى أن الموقف السعودي كان واضحاً وصريحاً ويرتكز على قضايا واضحة وجوهرية في المنطقة، وتأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية الحالية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في مقابل عدم قيام المجلس بدوره والإيفاء بمهامه والاضطلاع بمسؤولياته المطلوبة. وذكر سفير فلسطين في سياق تصريحه أن الرئاسة الفلسطينية قد أصدرت بياناً أعربت فيه عن تأييدها المطلق ووقوفها مع المملكة في رفضها لمقعد المجلس، وجدد تأكيده بأن المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وهي مساندة وداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من أجل أن يسترد حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مصنفاً إياها بأنها تأتي في طليعة الدول الداعمة التي تفي دائماً بالتزاماتها وتعهداتها المالية الكاملة تجاه الاقتصاد الفلسطيني للتغلب على ظروفه ومواجهة أزماته المالية التي يعاني منها، وأكد أن تفاعل العديد من الدول من خلال الردود الإيجابية مع موقف المملكة يعكس ما لها من تقدير واحترام نسبة لدورها الفاعل والمؤثر في المنطقة وما تتميز به من ثقل سياسي ومكانة على المستوى الإقليمي والدولي.
ازدواجية العمل
فيما عبّر السفير الجيبوتي لدى المملكة ضياء الدين سعيد بامخرمة عن تأييده لموقف المملكة في رفضها لعضوية مجلس الأمن الدولي واعتبره رسالة واضحة وموقفا صريحا وشجاعا لا يقبل الجدل ويرتكز على معطيات جوهرية للغياب الواضح من قِبل المجلس تجاه هموم ومتطلبات المنطقة وقضاياها المصيرية التي لا تقبل التأخير أو التسويف والمماطلة والازدواجية في آليات العمل مؤكداً إن ما اتخذته المملكة يعكس بصدق ووضوح التزامها بمسؤولياتها التاريخية وبدورها الثابت والمشرّف في دعم ومساندة مختلف القضايا الحيوية وحرصها على توفير الأمن والاستقرار في المنطقة، ورأى أن تجديد مطالبة المملكة لمجلس الأمن للقيام بمهامه ومسؤولياته التاريخية والإنسانية يمثل دعوة صريحة لكي يفعّل دوره بتحويل قراراته التي يتخذها إلى واقع ملموس وألا يكون مصيرها الحفظ في الأدراج والملفات في أروقة المجلس، ولفت إلى ان احتفاء الدول وتأييدها رفض المملكة لعضوية المقعد في مجلس الأمن ليس بمستغرب ويعكس بصدق مكانتها الدولية وثقلها السياسي واحترام العالم لموقفها الشجاع غير المسبوق.