|
بعد قضاء أربع سنوات رائعة، نستعد أنا وزوجتي الدكتورة جانيت بريسلين سميث، لمغادرة المملكة، ونحن ممتنون للفرصة التي أتيحت لنا لتمثيل الولايات المتحدة والرئيس أوباما في بلدكم الرائع، ومع انتهاء فترة عملي هنا، أردت أن أتبادل معكم بعض الأفكار حول ما ننوي القيام به، وكيف أتمنى أن تستمر العلاقة بين بلدينا في النمو.
في عام 2009، تحدث الرئيس أوباما في القاهرة عن آماله ببداية جديدة في العالم الإسلامي، تستند إلى المصلحة المشتركة، والثقة المتبادلة والاحترام المتبادل، قادت هذه العبارات خطواتي على مدى هذه السنوات الأربع الماضية، أصبح تعاوننا مع المملكة العربية السعودية أقوى من أي وقت مضى، ومصالحنا المشتركة أوثق، وأسس علاقتنا أكثر صلابة.
ففي عام 2009 كان هناك 23 ألف طالب سعودي يدرسون في الولايات المتحدة والتزمنا بالتأكد من عدم تخلف أي طالب عن الالتحاق بدروسه؛ لأنه لم يتمكن من الحصول على موعد للحصول على تأشيرة دخول، وبهذا بدأنا عملية مدروسة طويلة لإعادة تنظيم عملية الحصول على التأشيرة في سفارتنا في الرياض وفي قنصلياتنا في جدة والظهران، واليوم هناك أكثر من 71 ألف طالب سعودي يدرسون في الولايات المتحدة، ويمثلون نصف الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الخارج، وأعدادهم تتزايد باستمرار، يتابع العديد منهم الدراسة للحصول على شهادات عالية، وسيعودون إلى المملكة العربية السعودية مزودين بطاقات ومهارات جديدة لاستخدامها في اقتصادكم وإشغال مناصب تدريس مهمة في نظام التعليم المتوسع بسرعة، وقد أنشأنا علاقات بين كل مستشفى رئيسي وجامعة طبية رئيسية مع مستشفى تعليمي في الولايات المتحدة، وقد وصل الآن عدد الأطباء الذين يتخصصون في الطب والمنح الدراسية إلى المئات بعد أن كان عددهم قريباً من الصفر.
وفي مجال الأعمال التجارية، تضاعفت التجارة الثنائية مع المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأربع الماضية، عمل قسم الخدمات التجارية في الولايات المتحدة، بالشراكة مع الشركات السعودية، مع أكثر من 4 آلاف شركة أميركية مهتمة بممارسة الأعمال في المملكة العربية السعودية، وفي السنوات الأربع الماضية قمنا بتنظيم 70 بعثة تجارية من و إلى السعودية جلبت أكثر من 3200 مشتر سعودي إلى الولايات المتحدة وأكثر من 300 شركة أمريكية إلى المملكة العربية السعودية.
بالإضافة إلى التجارة، نشارك أيضاً في دافع خيري لمساعدة من هم أقل حظاً، كما تؤكد ذلك جهود المساعدات الخارجية التي نقوم بها، سواء العامة منها والخاصة، ومع اقتراب موسم الحج، نحن نقدر النشاطات الخيرية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في جميع أنحاء العالم، والجهود التموينية الجبارة التي تسمح لملايين الحجاج لأداء فريضة الحج وزيارة الحرمين الشريفين.
إنني أحيي خادم الحرمين الشريفين لقيامه بالعديد من المبادرات للنهوض بوضع المرأة في المجتمع السعودي، بما في ذلك تعيينه هذا العام 30 امرأة في مجلس الشورى، الذي أصبح الآن بفضل حكمته يضم عدداً من النساء كما في الكونغرس الأميريكي، تدعم الولايات المتحدة بقوة تمكين المرأة، ليس فقط لأنه الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، ولكن لأنه الشيء الذكي الذي ينبغي القيام به، عندما تتقدم المرأة تحقق البلدان التقدم، أظهر كثير من الأبحاث أن الاستثمار في المرأة يرتبط بشكل إيجابي بالتخفيف من حدة الفقر وزيادة الازدهار، إذا أردنا بناء عالم أكثر سلاماً وازدهاراً وعدلاً، لا يمكننا ترك نصف عدد السكان في الخلف.
وفي جميع هذه المجالات قامت شراكتنا ببناء الأساس المتين، كل رجل سعودي او امرأة سعودية يدرسون في الولايات المتحدة يشكلون لبنة في هذا الأساس، كما هو تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة، كل اتصال بين مستشفى في السعودية ومستشفى تعليمي أميركي، وكل علاقة بين رجل أعمال سعودي ورجل أعمال أميركي، وكل زائر من دولة إلى أخرى، جميع هذه الأمور تشكل لبنات في الأساس.
إنني فخور لكوني لعبت دوراً في تقوية هذا الأساس، لقد أحببنا أنا وجانيت الوقت الذي قضيناه هنا، فالمملكة العربية السعودية هي بلد جميل، لقد استمتعت بزيارة اثنتي عشرة محافظة من محافظاتكم الـ13، ومن خلال هذه الرحلات، يمكنني أن أشهد شخصياً على المعالم الثقافية والتاريخية الجميلة في المملكة العربية السعودية، سوف أحتفظ بذكريات راقصي السيوف في مهرجان الجنادرية، والمناسبات الاجتماعية في المنازل السعودية مع تقديم وجبات الطعام المطبوخة في المنزل، والرحلات الصحراوية في النفود، والزيارات إلى القصيم، والعسير، وحائل والعلا، ولكن الأهم من ذلك كله، سوف نحتفظ أنا وجانيت بالذكريات عن أولئك الذين التقيناهم في المملكة العربية السعودية، تجعلني فرصة لقاء هذا العدد الكبير من الناس الرائعين المضيافين ممتن جداً لحصولي على فرصة العيش هنا خلال السنوات الأربع الماضية، ومع خروجنا أنا وجانيت من المسرح الدبلوماسي، فإننا نفعل ذلك ونحن نعلم بأننا التقينا بأصدقاء لمدى الحياة وتركنا شراكة قوية بين الولايات المتحدة والسعودية التي يمكننا البناء عليها للأجيال القادمة، شكراً لكم لإتاحة الفرصة لي في العيش والعمل في بلدكم الجميل.
- سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة العربية السعودية