ثمة أخبار صغيرة تستحق أن تُبْرَز بعناوين كبيرة في الصحف، ومن ذلك الخبر الذي نشرته جريدة الجزيرة عن تدشين مكتبة للطفل ضمن أقسام مركز التنمية الاجتماعية بحائل تحت إشراف منسوبات المركز من القسم النسائي.
أهمية أن يكون في مراكز التنمية الاجتماعية مكتبات للأطفال تنبع - بالطبع - من أهمية الكتب نفسها كقيمة بحد ذاتها، ولكنها أيضاً تكتسب أهمية مضاعفة في زمننا الحاضر الذي يشهد عزوفاً عن الكتب التي تبدو وكأنها قد خسرت المعركة أمام جحافل الغزو الكاسر الذي تشنه مغريات الترويح السريع، وخصوصاً القنوات الفضائية بقنواتها التي لا تُعد ولا تحصى! وليس المقصود بالكتب هو الكتب الورقية فقط؛ فالكتاب يظل كتاباً، سواء كان ورقياً أو رقمياً مُحَمَّلاً عبر الوسائط الإلكترونية الجديدة التي سهَّلت عملية القراءة، ووسعت الدائرة أمام القارئ؛ ليختار ما يشاء من الكتب بسهولة ويُسْر، وأن يحملها معه أينما انتقل بأقل الأعباء.
لكن المهم هو أن يتعود الطفل على القراءة منذ الصغر؛ لكي تبقى معه هذه العادة، وتظل جزءاً أساسياً من تكوين سلوكه اليومي، وأن لا تصرفه إغراءات وسائل الترويح السريع الأخرى عن الغوص في كنوز المعرفة والثقافة والعلم التي لا توجد في أي مكان مثلما توجد في الكتب.
هناك من يرى أن المكتبات التي تُقام في المدارس والمراكز وحتى أحياناً في البيوت هي، في كثير من الأحيان، أقرب ما تكون إلى الديكور المكمل لجمال وأناقة المكان، وألا علاقة لها بالقراءة والثقافة، لدرجة أن من يدرسون أو يعملون في هذه الأماكن لا يقتربون من هذه المكتبات، ولا يعرفون أي شيء عن محتوياتها!
وحتى لو صح هذا الرأي في بعض الأحيان فإنه لا يمكن التعميم على جميع الحالات؛ فالأمر يتعلق بمدى تعويد الناس على القراءة، ولا شك أن وجود المكتبات والكتب جزء من الممارسة التربوية لتعويد الناس على القراءة، خاصة الأطفال الذين حين يرتبطون بالكتاب منذ الصغر تصبح علاقتهم معه علاقة عشق أبدية.
للمنزل دور كبير في تعويد الطفل على القراءة، وكذلك المدرسة التي تلعب دوراً بالغ الأهمية في تنمية اهتمام الطفل بالقراءة.
وفي النهاية، فإن تعويد الطفل على القراءة هو استثمار في مستقبله، وكل ما يُقام من مكتبات في أي مكان هو جزء من هذه العملية الاستثمارية المباركة، وهذا ما يفعله المركز الاجتماعي في حائل وفي غيره من مناطق المملكة.
alhumaidak@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر