تأخرنا كثيراً في الاحتفال باليوم الوطني حتى اعتقد البعض أننا وقعنا بالخطيئة عندما نبتسم في ذكرى اليوم الوطني.
الشباب الذين رفعوا أعلام بلادنا وحركوها بالتلويح والإماءة يمشطون الشوارع كانوا يعبرون عن حبهم لوطنهم, هؤلاء الشباب هم الأفضل من أولئك ممن اندسوا خلف أجهزة الحاسوب والجوال وبدؤوا يرسلون سمومهم وتشكيكهم في الوطن والوطنية.
احتفل شعبنا لأن أمامهم مسؤوليات كبيرة تجاه هذا الوطن:
أولاً: شكر العلي القدير لأنه حقق أماني وأحلام البناة الأولين ممن وحدوا بلادنا.
ثانياً: تقديراً للملك عبدالعزيز صاحب مشروع التوحيد والدعاء له ولأموات المسلمين من جيل التوحيد والترحم عليهم.
ثالثاً: أن نتذكر الشهداء من الأجداد والآباء الذين باعوا أرواحهم لله واستشهدوا من أجل الدين ورفعة شأن بلادنا.
رابعاً: الدعاء بالرحمة والمغفرة لجيل التأسيس ممن عملوا من أجل استقرار بلادنا ونمائها.
خامساً: تقديراً للقيادات المتعاقبة للشعب الذي جنبنا الحروب والاضطرابات من حروب الخليج المتعددة وما تلاها من تغيرات.
لذا علينا ألا نلتفت للدعوات التي تريد أن تمر ذكرى 1351هـ التي تم جميع معظم أقاليم الجزيرة العربية بدولة واحدة - ألا تمر - دون أن نحتفل بشكر الله ونتذكر القيادة السياسية والإدارية ونترحم عليها ونطلب من الله المغفرة للأموات والأحياء.
تأخرنا كثيراً في تعليم هذا الجيل ممن هم على مقاعد الدراسة في مراحل التعليم العام والجامعي, بأن هذه البلاد لم يكن توحيدها صدفة تاريخية أو قرارا من الأمم المتحدة أو هدية ومكافأة من حكومات, إنما جاءت ولادة بلادنا وسط ازيز حربين عاشهما العالم, كانت الدول تتطاحن, والخلافة العثمانية تتخلى عن البلدان الإسلامية لتتركها مجبرة لقمة سائغة للمستعمر الأوروبي. والملك عبدالعزيز ومن معه من المخلصين والمؤمنين بقيام دولة موحدة على معظم أقاليم الجزيرة العربية يخوضون صراعاً مريراً في الداخل والخارج مع خصوم لا حصر لهم, يحاربون من أجل توحيد أراضي ذات تركيبة سكانية وجغرافية صعبة ومعقدة.
عندما استيقظ العالم من حروب أممية (أكتشف) أن السعودية قد أكملت بناء دولتها، ولولا إرادة الله ومشيئته لكان قد أجهضت أحلام أجدادنا وآبائنا ولأجبرنا على المساومة والمنازعات وتم حصرنا في إقليم واحد فقط.
تستحق بلادنا الاحتفال والتعبير وسماع أهازيج أرضها وترانيم شعبها ورفع أعلامها في السماء عالياً.