مع تزايد التوقعات بقرب تنفيذ الضربة العسكرية الأمريكية لنظام الأسد، دأب إعلام النظام على تسريب أخبار جاهزية فرقه وألويته وعناصر أمنه للتصدي والمواجهة الحاسمة، وإلى جانب هذه الأنباء (الحماسية) تبث المواقع الإخبارية السورية واللبنانية التي يديرها فرع حافظ مخلوف أنباء عن تنقلات أفراد المخابرات والشبيحة واستيلائهم على المنازل والمدارس والجامعات وحتى المشافي اتقاء للضربة القادمة.
وفي خضم هذه الأنباء يبدو رئيس النظام واثقا من نفسه يدلي بالتصريحات ويستقبل الوفود الشقيقة والصديقة كما فعل سلفه صدام، كما أن السيدة الأولى أسماء تمارس هواياتها في التسوق وارتداء الألبسة الفاخرة وزيارة عائلات الطلاب المتفوقين وتكريمهم بالهدايا الرئاسية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وسط هذه المعمعة الإعلامية أين سيكون بشار الأسد وزوجته أثناء الضربة التي لن تكون (وخزة دبوس) حسب تعبير وزير دفاع أمريكا. الاحتمالات كثيرة ومن بينها أن يكون في قصر الشعب على الرغم من مكانه المرتفع الذي يغري بكونه هدفا سهل المنال. ولكن الحقيقة أنه قلعة محصنة بكل معنى الكلمة على الأقل منذ إنشائه في عهد الأب (الخالد!). ووفقا لمصدر مطلع تابع عن كثب عمليات البناء في الثمانينات من القرن الماضي فإن شركات غربية ومن ضمنها سويسرية شاركت في إنجاز القصر وفق مواصفات أمنية عالية، حيث بلغت سماكة الجدار الخارجي أكثر من متر من الأسمنت المسلح المقوى. أما الأبنية الداخلية والسكن الخاص فقد روعي في بنائه زيادة متانة الجدران والأسقف بحيث تصمد أمام أي هجمات صاروخية حسب معايير السنوات التي تم البناء فيها (أي قبل حوالي عشرين عاماً). كما أن القصر المترامي الأطراف يضم إلى جانب المكاتب والسكن والملاعب مدرجاً لهبوط الطائرات ولاسيما العمودية إلى جانب الخدمات اللوجستية والمساندة من مولدات كهرباء وآبار مياه وشبكة اتصالات متطورة وحراسة بشرية وآلية وتغطية جوية بالدفاع الجوي يتولاها عناصر الحرس الجمهوري، حيث يمنع التحليق فوق القصر لأي طائرة مهما كانت ويكون مصيرها الإسقاط (باستثناء الطائرات الإسرائيلية الصديقة التي حلقت في عهد الأب الخالد وعادت أدراجها سالمة).
وثمة شائعات لا يعرف أحد مدى صحتها تؤكد وجود نفق بين قصر الشعب وقصر تشرين والقصر الجمهوري في المالكي يمكن استخدامه في الحالات الطارئة، حيث تؤكد مصادر المعارضة ان خطط الهروب جاهزة والوجهة ستكون إلى طرطوس، حيث القاعدة البحرية الروسية ومنها سيطير الأسد الابن والأحفاد والزوجة إلى إيران أو فنزويلا أو روسيا..!!