|
د. زيد بن عبدالكريم الزيد يقول في كتابه «الأخوة الإسلامية» أين الأخوة الإسلامية التي هي من أخص خصائص ديننا الإسلامي؟
ألسنا نجد أن الأخوة الإسلامية بدأ بها القرآن عندما عدد النعم؟ وطبقها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أول خطوة يوم تألفت القلوب تآلفاً لا تستطيع أن تضعه كنوز الأرض كلها ولو كان المنفق لها هو الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} (63) سورة الأنفال.
الأخوة الإسلامية في تاريخنا الإسلامي نعمة عظمى أنعم الله بها على هذه الأمة وهي على أشد فاقة وأعظم فرقة فصنعت بتوفيق الله وحدة قلبية صهرت القلوب في قلب واحد، تذوب على جوانبه الأحقاد التاريخية والثارات القبلية والأطماع الشخصية والآفات العصرية.
هذه هي صنيعة الإيمان، لكن التباعد عن الوحي، والغفلة عن سيرة من طبقه، جعلت أسهم الأثرة تعلو في واقع الكثير على الإيثار، والمصالح الخاصة على ما سواها والعوامل الاجتماعية على الأحكام الدينية، وكل من أولئك ينادي نفسي نفسي، وكلما زادت رقعة الداء، علت وبرزت أهمية الدواء.