لدارة الملك عبدالعزيز جهود مشكورة في الاهتمام بتاريخ بلادنا، ولقد وصلني كتاب «خير الدين الزركلي» الذي قام بتأليفه الأستاذ أحمد العلاونة، حيث يعرض فيه حياة خير الدين الزركلي اسمه وولادته وذريته وتعلمه وأعماله، كما يستعرض صلته بالملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبنائه ملوك المملكة العربية السعودية من بعده، موضحاً المكانة الكبرى التي حظي بها الملك عبدالعزيز لدى الزركلي، وتتألف من 175 صفحة مشتملة على تقديم من الدارة، فقائمة بالمحتويات، فمقدمة من المؤلف، ثم فصلين عن الزركلي، فملحق يضم صورا ووثائق، فقائمة بالمصادر والمراجع، فكشاف عام بما ورد في الكتاب، وقد ذكر المؤلف في مقدمته شكره للدارة وتكريمها لأسرة الزركلي وحفاوة هذه الأسرة به ومساعدتها له ونشره لكتبه، كما تحدث عن كتابه (شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز) متحدثاً عن فصوله، مختتماً بالحديث عن محاسن ذلك الكتاب والقصائد التي كتبها الزركلي صاحب القصائد الجميلة كقوله خلال حنينه إلى وطنه:
العين بعد فراقها الوطن
لا ساكنا ألفت ولا سكنا
وهي قصيدة جميلة ختمها قائلاً:
إن الغريب معذب أبدا
إن حل لم ينعم وإن ظعنا
وقد حرصت دارة الملك عبدالعزيز على طباعة هذا الكتاب ونشره تقديراً منها للجهود الكبرى التي بذلها هذا العلم في خدمة تاريخ الأمة العربية والإسلامية بصورة عامة، وما قدمه من خدمات جليلة إلى تاريخ المملكة العربية السعودية بصورة خاصة، إلى جانب جهوده في الدبلوماسية السعودية التي عمل فيها مدة طويلة من الزمن.