ما أصعب الإرث حتى لو كان ماديا فان لم يضاعف فسيتآكل من أطرافه حتى ينتهي ويعود الوارث الى فقره، فكيف اذا كان الارث بشر، انسان يشكل رقما في مساحة المجتمع ويتحمل مسئولية الارتقاء بالذائقة، لقد تابعت ما نشر عن الورشة التدريبية الأولى التي قدمها فريق خبراء وخبيرات كمشروع للتطوير المهني لمعلمي ومعلمات التربية الفنية، التي أقامتها الإدارة العامة للتدريب التربوي (بنات) صباح الاثنين 3-11-1434هـ برعاية وكيل الوزارة للشؤون التعليمية للبنات الدكتورة هيا العواد.
وأعجبت بما جاء على لسان الدكتورة هيا العواد حيث اشارت الى أن مشروع التطوير المهني لمعلمي ومعلمات التربية يأتي ضمن توجهات وخطط وزارة التربية والتعليم في تحسين جودة مخرجات التعليم، حيث تم تطوير مادة التربية الفنية ضمن منظومة تطوير شاملة لجميع المناهج الدراسية استجابة لمتطلبات التنمية في المملكة ليتواكب نظامنا التعليمي مع حركة النمو والتطور التي يشهدها العالم في المجالات المختلفة العلمية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أن مادة التربية الفنية تعمل على تنمية الذوق والجمال لدى ابنائنا وبناتنا وترتقي بحواسهم ليكونوا سفراء الخير والجمال والمحبة لهذا الوطن الغالي.
وتوقفت كثيرا عند ما اشارت اليه د . العواد إلى أن تطوير المناهج الدراسية يترتب عليه تطوير بقية عناصر المنظومة العملية التعليمية من معلمين ومعلمات، واستراتيجيات التدريس، والبيئة التعليمية التقنية، بما يسهم في تحقيق أهداف التطوير، والحاجة إلى الترابط والتكامل بين المواد الدراسية، حيث إنها تستند على فلسفة تعليم وتعلم محورها (الطالب والطالبة) لتنمية مهارات التفكير لديهم، بالإضافة إلى المهارات الحياتية في إطار من القيم والثوابت التي نصت عليها سياسة التعليم في المملكة.
انتهى كلام د العواد .
شعرت خلال تلك القراءة أنني أسبح في عالم جديد ومستقبل حافل بالتجديد والتطوير لمادة اعتز بانتسابي لها سابقا كمعلم ثم مديرا لصالة الامير فيصل بن فهد بمعهد العاصمة وصولا الى رئاسة جمعية التشكيليين حاليا، وكل منها متصل بالآخر وبمادة التربية الفنية، فقد شهدت واشرفت على العديد من المعارض وتابعت مسيرة هذا الفن منذ انطلاقته وتعرفت عن قرب على نماذج من المبدعين حظي بعضهم بحالات نادرة من اكتشاف لمواهبهم من قبل قلة نادرة من المعلمين ثم أكملوا مشوارهم الفني بجهودهم الخاصة، مع ما عايشته منذ دخولي المدرسة مع هذه المادة امتدادا الى تحصيلي المتخصص فيها وحتى تقاعدي، ما جعلني وغيري كثير يتألم لحال التربية الفنية التي لم تتاثر أو تتغير سوى بمنهج اوتقارير مشرفين او دورات لتطبيق المنهج الذي عمم دون فهم لاختلاف المناطق اجزم ان كثير من تلك الدورات لم يتحقق الهدف منها لأسباب عدة، منها عقلية بعض مديري المدارس ونظرتهم القاصرة لهذه المادة اضافة الى عدم وجود اقل احتياجات المادة وابرزها الاستوديوهات او المراسم التي لا يعيرها المهندسون المخططون للمدارس أي اهمية، وليس لديهم ادنى معرفة بكيفية تصميمها فما يشاهد غرف كالبقية تحولت الى انشطة اخرى يعلمها الكثير.. فهل يصلح التنظير ما أفسده الدهر.
monif.art@msn.comفنان تشكيلي