في كلِّ عام تحتفي بلادنا الغالية بالذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا ألا وهي اليوم الوطني لهذه الدَّوْلة التي أرسى دعائمها ووحد كيانها مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه - ففي عام 1351 هجري أعلن الملك عبد العزيز -رحمه الله- توحيد البلاد باسم المملكة العربيَّة السعوديَّة ومن خلال هذا الإعلان توحّدت كافة أجزاء البلاد وجمع شتاتها تحت مسمى واحد وراية واحدة وخلال هذه السنوات شهدت بلادنا نموًّا ملموسًا بداية من عهد الملك المؤسس في كافة الأصعدة وبداية اهتم الملك ببناء الإنسان السعودي ليشمل هذا الاهتمام كافة الجوانب المعرفية والإسلاميَّة وبذلك ازدهرت الحركة العلميَّة والاقتصاديَّة والعمرانيَّة والصحيَّة والزراعيَّة وبرز لنا خلال هذه الحقبة عددٌ كبيرٌ من علماء الدين والتاريخ والأدب وكافة العلوم الأخرى ومع بداية عام 1357 هجري شهدت الدَّوْلة نقلة نوعية في مسيرة التطوّر عندما تدفق البترول من باطن الأرض وقد ساهمت هذه النقلة الكبرى بجعلها من الدول المتقدِّمة ولتكون علامة فارقة في مسيرة التطوّر الاقتصادي خاصة وبعدها عمّت المشروعات كافة المدن والقرى واستمرت هذه الجهود في عهد قادة الدَّوْلة أبناء الملك الموحد الذين توَّلوا الحكم بعد رحيل المؤسس ونهجوا هذا الطريق في سبيل توطيد الأمن والرخاء الاقتصادي لتعم النهضة الحضارية كافة أرجاء الوطن ولم يقتصر الأمر على ذلك بل شملت خدمات الدَّوْلة الجانب الخارجي الدولي وأولت المملكة عناية كبيرة للقضية الفلسطينيَّة منذ عصر المؤسس ويستمر هذا الاهتمام حتَّى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز قائد مسيرة الدَّوْلة - حفظه الله- الذي شمل الاهتمام بكافة القضايا التي تهم المسلمين في كافة بقاع العالم وكذلك المساعدات للمسلمين في كلِّ مكان وبناء مراكز إسلاميَّة ومساجد ومعونات نقدية وعينية ولا شكَّ أن من الجهود التي يجب الاحتفاء بها ذكرى اليوم الوطني الذي يحمل العديد من المعاني وهذه الجهود تحظى بدعم وعناية من لدن قادة هذه البلاد ويتجسِّد ذلك في المشروعات التي تخدم الإسلام والمسلمين مثل توسعة الحرمين الشريفين وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم بالمدينة المنورة والاهتمام بمكافحة الإرهاب ومكافحة الفقر إضافة إلى القفزة التعليميَّة في إنشاء العديد من الجامعات في كافة مدن المملكة وفرص الابتعاث.
وفي الختام أسال الله العلي القدير أن يديم لنا هذه القيادة الحكيمة وان يحفظ لنا الأمن والاستقرار وبالله التوفيق.
صالح بن ناصر العوفي - محافظة الرس