أرجو أن تُفرض (غرامة مالية) على النوم في المؤتمرات والندوات وصلاة الجُمع، لأن الأمر الآن (خارج سيطرة) المنظمين أو المشرفين على هذه المناسبات، مما يوجب تدخلاً ما لتنظيم المسألة؟!
من غير اللائق أن يتحدث (الخطيب) من منبر الجمعة عن (حال الأمة ونكساتها)، وما تحتاجه من اهتمام وتفان وتضحيات من أبنائها، بينما الابن على يمينك (نائم)، والابن على شمالك يصارع النعاس؟!
منذ عدة أيام نشرت إحدى الصحف على صفحتها الأولى، (صورة ذكية) لحضور افتتاح أحد المؤتمرات الدولية الهامة التي نظّمت في الرياض، وكان معظم من في الصورة مغمض عينيه (نائم)، بينما كُتب التعليق التالي أسفل الصورة (تركيز مختلف من الحضور)!
نسيت الأمر على اعتبار أنها (مشاغبة صحفية)، أو تصيد لبعض المُرهقين من الحضور، وفي اليوم التالي حضرت المؤتمر شخصياً، في مقره (خمس نجوم)، وحقيقة هذا الأمر يعكس انطباعاً جيداً عند المؤتمرين، خصوصاً من الزائرين من خارج البلاد!
فجأة همس في (أذني) أحد المنظمين: لو سمحت لو تنبّه على المصوّر ما يلقط صورة لأحد وهو نائم، تعرف يعني..؟!
طبعاً حينها شعرت بالفعل كأنني (أنا النائم) واستيقظت فجأة لأشعر بما حولي؟! فمعظم الحضور يغطون في سبات (عميق)، ومنهم من بدأ بالفعل في إصدار (تقسيمات) شرقية وغربية، كل حسب ميوله وأصوله وقوة (شخيره)، بينما المتحدث مستمر في الشرح، ومنهمك في التوضيح بالوسائل المساعدة.. والناس نيام!
وهنا تذكّرت حال أمتنا (النائمة) التي تحدث عنها الخطيب بشيء من الحزن، إلا أن النشاط (دب فجأة) في صفوف الحاضرين، وعادت الحياة مجدداً إلى المكان، ولجة القاعة بأصوات المتحدثين، لينتفض الجميع صوب (البريك لا نش)، والذي حوى معظم أصناف المأكولات الشرقية والغربية!
خوش مؤتمرين، وبيّض الله وجه (راعي الفكرة)!
ببساطة معظم (مؤتمراتنا) واجتماعاتنا هكذا، ما بين (نامَ و ينومُ) وهذا هو سبب وجودنا في الصفوف الخلفية دوماً!
ما أخشاه أن يكون هذا هو حال هؤلاء في مكاتبهم ومواقع عملهم الأصلية؟! فلماذا لا يتركون في مكاتبهم (نياماً) أوفر وأفضل لنا ولهم؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com