اليوم الوطني هو ذكرى ولادة مملكتنا العزيزة، المملكة العربية السعودية، الذكرى الثالثة والثمانون، تحت ظل والدنا القائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، في هذا اليوم يتجلى صدق المشاركة من أبناء هذا الوطن السعيد وأخوتهم من المقيمين في رد قليل من الوفاء لهذه الأرض المباركة شعباً وقيادة.. ولا يمكننا الوفاء لهذا الوطن الآمن، إلا بالقول صدقاً، والعمل فعلاً، في كل بقعة من ترابه، وفخراً بمنجزاته ومواقفه التي سجلها في كافة أرجاء العالم.

من خلال فحصنا المؤشرات الرئيسية لاستقرار الشعوب وازدهار بلدانها، نلمس تحققها كافة ترسيخاً لمتطلبات العيش الكريم للمواطنين والمقيمين على حد سواء، فالمؤشرات الاقتصادية التي تقدمها المملكة تبعث الاطمئنان على مستقبل البلاد ومقدراتها، والمؤشرات الاجتماعية تؤكد مدى ترابط المجتمع بمختلف أطيافه وفئاته، مما أحدث نسيجاً اجتماعياً مترابطاً قل ما تجده في معظم البلدان، ما أدى بشكل رئيس إلى ربط القيادة بالشعب ارتباطاً وثيقاً وعميقاً، وهو ما تنعم به المملكة في وقت تعاني فيه معظم بلدان العالم، وتحديداً عالمنا العربي من عدم الاستقرار.

وعندما نستعرض المؤشرات التعليمية، وتوجه المملكة في التعامل مع ملف التعليم، الذي يعد من أهم المقومات الرئيسية للشعوب المتحضرة والبلدان المتقدمة في سباق العالم الأول، فقد بلغت ذروتها في المملكة عبر سلسلة من النقلات النوعية على مستوى التعليم العام والعالي وعبر التوسع السريع في إنشاء الجامعات والكليات والمعاهد العليا، إلى أن وصل عدد الجامعات السعودية إلى أكثر من 35 جامعة حكومية وأهلية موزعة على كافة مناطق ومدن المملكة، فضلاً عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي يضم ما يزيد عن 150 ألف طالب وطالبة منتشرين في أكبر بلدان العالم علماً وأكثرها تقدماً على كافة مستويات الحياة الحديثة.

وعند الحديث عن القطاع الصحي في المملكة، يبرز اهتمام الدولة في تقديم الدعم لهذا القطاع، من خلال بناء المستشفيات ومرافقها في مختلف مناطق المملكة ومدنها ومحافظاتها بأعلى المستويات، وتقديم خدمات الرعاية الصحية لأبناء الوطن وبناته.

هذا التطور الهائل في القطاعات الخدمية في بلادنا، أسهم في تحقيق منجزات عديدة في مجالات مختلفة على المستوى المحلي والدولي، ومن بين أهم تلك القطاعات وأحدثها، قطاع الاتصالات الذي أولته الدولة أهتمام بالغاً إدراكاً منها لأهميته بدءاً بتسخير كافة الأمكانات المادية وانتهاءً بتوطين موارده البشرية بشكل متزامن، مما ساعد على خلق بنية تحتية وتقنية متقدمة تضاهي الكثير من البلدان الأخرى في هذا القطاع، ماجعل المملكة تتبوأ مكانة عالمية في تقديم خدمات اتصالات تنافس مثيلاتها في العالم بل وتتفوق عليها أحيانا. القفزات الشاهقة التي شهدها قطاع الاتصالات في المملكة، برهنتها الأرقام والبيانات الرسمية، إذ بلغ عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة في المملكة أكثر من 53 مليون اشتراك في نهاية العام الميلادي الماضي، أما بالنسبة لمستخدمي الإنترنت فقد تجاوز مستخدميه حاجز الـ(16) مليوناً في نفس الفترة، وهو ما جعل هذا القطاع يحقق ايراد سنوياً يفوق الـ70 مليار ريال بمتوسط نمو سنوي يقدر بحوالي 12% خلال العشر سنوات الماضية.

تلك كانت لمحة عن بعض المنجزات التي رسمت ملامح المستقبل الزاهر لهذا الوطن وأبناءه تجمعهم روحا واحده تمثل نبضا واحدا يجمعنا دائماً.