|
الثندوة - عبد الله بن محمد العويس:
تفاعل شعبيّ عريض في المراكز والقرى ابتهاجاً بذكرى يوم الوطن, حيث انتشرت اللافتات الجميلة التي تنثر عبق الفرح بهذه المناسبة الوطنية وتجسّد مكانتها في النفوس. (الجزيرة) خلال جولاتها في مثل هذه المناسبات الهامّة التقت رئيس مركز الثندوة الشيخ فواز بن قاعد بن مقحم الحبيل متحدثاً عن مشاعره تجاه المناسبة قائلاً: ذكرى اليوم الوطني ليست كلمة عابرة تقال, وإنما هي محطّة مفصليّة في تأريخ الوطن, تسترعي الانتباه وتستدعي التوقّف للرجوع بالذاكرة إلى ما قبل ثمانية عقود زمنيّة ونيف, لاستقراء مشوار كفاح, وسيرة مناضل, وانبثاق نور فجر جديد على أرض الجزيرة العربية بعد أن كانت تعيش حياة مضطربة تئن تحت أشباح الخوف والفوضى ومسارح القتل ومراتع التلف والجهل وأدغال الجوع والفقر وموجات الفرقة والشحناء والتنافر والتناحر, إلى أن هيّأ الله لها فارساً شجاعاً فذّاً مقداماً ذا رأي وعزيمة وحنكة وحكمة وصبر ومصابرة وهو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- فبدأت انطلاقته المشرّفة المحفوفة بالمصاعب والأخطار مع نفر من رجاله المخلصين في أرض الكفاح والتضحية والفداء.
وبعد رحلة طويلة من الملاحم البطولية استطاع استرداد ملك آبائه وأجداده وتنقيته من شوائب البدع والخرافة, وتوحيد أجزائه المتمزقة, ولملمة شتاته وجمع كلمته تحت راية التوحيد, فتوحّدت الصفوف, واستتب الأمن والاستقرار في ربوعه, لتبدأ معه حياة جديدة سعيدة, ووطّد دعائم هذا الكيان الراسخ, متخذاً القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة له دستوراً ومنهاجاً، فأخذت بوصلة البناء والتطوير تتّجه إلى كافة الاتجاهات, ثم واصل أبناؤه الملوك -رحمهم الله- إكمال مشوار مسيرته ونهجه, وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- حيث شهد الكثير من الإنجازات المتسارعة والمشاريع العملاقة في مختلف الجوانب والمجالات لا يمكن حصرها.
وزاد الحبيل لقد تبوأت مملكتنا مكانة مرموقة بين دول العالم في التقدم والثقل السياسي والدور الإيجابي المؤثر في القضايا والمحافل الدولية, وأكّد أن ذكرى يوم الوطن المصادف هذا اليوم, تمثّل علامة فارقة في جبين التأريخ, وتستحقّ الاحتفاء والتفعيل لضخّ حب الوطن في عروق الناشئة كونهم بحاجة إلى إثراء مفاهيمهم بتأريخ وطنهم وماضيه العريق وحاضره المشرق, لافتاً إلى ضرورة أخذ العظة والعبرة بما حلّ في بعض البلدان من الفتن والفوضى والانفلات الأمني وما تسبب عنه من قتل وتشريد وتنكيد, مما يستوجب الوعي للتصدي لمن يحاول التطاول على عقيدتنا ومقدّراتنا ومكتسباتنا ومقدساتنا وتكدير صفو أمننا واستقرارنا وتكاتفنا وتآلفنا والتفافنا حول قادتنا كون ذلك سبب عزّتنا ومصدر قوّتنا ورفعة مكانتنا بين الأمم، بفضل الله وكرمه, مختتماً حديثه بسؤال المنعم القدير أن يديم علينا هذه النّعم الوفيرة التي لا تحصى ومن أهمها الأمن الوارف وقاداتنا المخلصين.