إن اليوم الوطني ذكرى حسنة ومناسبة متجددة، لأنها تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، بين ماضٍ تعب السابقون فيه في تأسيس وطن واحد وبناء دولة تجمع فرقاء متشاكسين قد اختلفت توجهاتهم وتعددت مذاهبهم، ولولا رحمة الله ثم جهود أولئك السابقين من القادة وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله لبقينا على حالنا يحارب بعضنا بعضاً ويغير بعضنا على بعض، وبين حاضر يشهد له كل عاقل بما وصل له وطننا العزيز من تقدم وتطور ورقي في المجالات المختلفة، وبين مستقبل يتوقع له بإذن الله مزيداً من التقدم والسبق والريادة على غيرنا، فإذا استشعرنا تلك المعاني عرفنا قيمة هذه الذكرى المتجددة.
ولا ننسى أن الوطنية الحقة لا تظهر في وشاح ملبوس أو رقصة على أنغام الموروث الشعبي، وإنما هي استشعار حقيقي لمعنى الانتماء إلى وطن واحد له قيادة واحدة وتراث متنوع وماض عريق ومستقبل مشترك، فإذا أحببت وطنك فأنت تحب جزءاً أصيلاً منك، له عليك حق البذل في سبيل تشييده ورفعته.
د. خليل العباس - وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية