في اليوم الوطني عاماً بعد عام يتجدد الاعتزاز والولاء لوطن هو جزء منا بقوته وضعفه؛ بكل ما فيه وبكل ما فينا.. حب الوطن هو عاطفة وإحساس فطري، مزيج من ذاكرة الطفولة والحنين لشخوص وصور وعبر؛ تربطنا بتراب هذه الأرض وتاريخها. هذا الحب وهذا الحنين وتلك الذاكرة تصنع الانتماء الذي لاتهزه الرياح.. وفي اليوم الوطني يسترجع التاريخ ذكرى رجال حملوا لواء راية التوحيد بقيادة مؤسس هذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-؛ والجهود التي بذلت في سبيل وحدة ورفعة الوطن. منذ ذلك الحين تتواصل مسيرة النهضة والتنمية التي شهدتها بلادنا خلال مراحل تاريخها وصولاً إلى عصرنا الحالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده الأمين ونائبه الثاني.في هذا اليوم.. نرسل النظر حولنا ونحمد الله أن أنعم على بلادنا بالاستقرار والرخاء والأمن والأمان وسط كل الاضطرابات المحيطة.. ورغم جميع الصعاب والتحديات تظل المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله نخلة صامدة في وجه الرياح التي تعصف من حولها.. محافظة على مكانتها المؤثرة في المنطقة بل وفي العالم ككل.. محققة عاماً بعد عام المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية والتنموية وساعية لإحداث تحولات هادفة في مسيرتها لتواكب تطلعات المجتمع ورؤى قيادتنا الرشيدة. ومن أبرز الصور التي جسدت التغيير والتطور الحاصل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-؛ تعدد منابر الحوار الفكري والثقافي وتفعيل ثقافة الحوار والتعددية واحترام الآخر والسعي للتخلص من أطر فكرية وثقافية كانت تدفعنا للوراء.. أدرك خادم الحرمين الشريفين برؤيته الثاقبة ضرورة الانتفاض على المنظور الأحادي للأمور كي تبقى بلادنا رحبة الصدر حنية على أبنائها من جميع الأطياف والمشارب؛ ولينطلق المجتمع من أسر فكر أحادي طالما عطل التنمية والتطور والوحدة الوطنية. ومع تعزيز حرية التعبير واحترام التعددية والاختلاف؛ انطلقت مؤسسات المجتمع المدني لتمارس أدواراً لم تكن ميسرة لها من قبل لتكون قوة مؤثرة في صياغة التشريعات والمطالبة بالحقوق والتعبير عن الرأي. وتوسع دور المرأة السعودية مع حزمة القرارات التاريخية التي اتخذها قائد مسيرتنا لتتولى المرأة مواقع عليا جديدة تسهم من خلالها في صنع القراات المجتمعية.. هذه القرارات ستفتح آفاقاً جديدة للأجيال القادمة؛ فلاشك أن المستقبل أكثر إشراقاً للمرأة السعودية في ظل قيادة ودعم وثقة خادم الحرمين الشريفين.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. هذا القائد التاريخي.. الذي أحب شعبه وتربع على عرش قلوبهم.. بحكمته وبصيرته وإنسانيته وشجاعته.
أسأل الله في هذا اليوم أن يجزل له خير الثواب وأن يطيل بعمره لما فيه خير وطننا الحبيب.. وأن تظل المملكة متمسكة بمبادئها وثوابتها وهويتها الإسلامية والعربية الأصيلة وتمضي في دعمها للتضامن العربي والإسلامي والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية العادلة وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم داعمة الاستقرار والسلام العالميين.. وأن يحفظ لبلادنا الغالية أمنها واستقرارها.