في صيف 1327هـ كان شرف اللقاء الذي نعتبره نحن أسرة آل أبابطين ذكرى تسجل في تاريخنا، عندما استقبلنا الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل بمنزل الجد عبدالمحسن بن محمد أبابطين؛ وذلك لتناول وجبة الغداء.
حضر الإمام ومعه مجموعة من آل سعود ومن رجالات الإمام، وكانت العادة أن يتم الغداء بعد صلاة العصر. لقد قدمت القهوة والتمر. ولأنه وقت صيف قدم الرطب الطازج، وأخذ الإمام يسأل عن أوضاع المياه والزروع وأحوال الناس، ثم تحدث عن ترابط هذه الدولة مع شعبها، والعلاقة الأسرية والاجتماعية، وواجب القضاء على الفتن وتوحيد البلاد، ثم طلب من أبناء الجد عبدالمحسن القيام بأداء العرضة النجدية قائلاً لهم «يا عيال قوموا أحربوا».
وحسب الوصف عنه - رحمه الله - كان طويلاً، قد يصل إلى ما يزيد على 190 سم، يميل لون جسمه إلى السمرة، وأثر الشمس والرحلات والغزوات ظاهر في جسمه. عمره لا يزيد على 35 سنة، وبنيته تظهر عليها معالم القوة والنشاط، وكان ملبسه بسيطاً وبعيداً عن الترف، يهتم جداً بشعبه، ويبادلهم المحبة، وقد طلب من الجد عبدالمحسن أن يستريح ويستحم من عناء السفر، حتى إذا جاء المغرب وتناول القهوة والطيب أكمل رحلته الميمونة، وقد تكون في اتجاه القصيم أو أي مكان آخر. هذا هو الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل، رجل حباه الله هذه الأخلاق العالية والتسامح والمحبة لشعبه، وهم الذين بادلوه بمثلها وأكثر، ووجدوا فيه الحاكم الصالح لضم الشمل والقضاء على الفتن، وفعلاً بحمد الله نعيش هذا الأمن والاستقرار بعناية الله سبحانه وتعالى، ثم بتطبيق الشريعة السمحاء، وبملوك ساروا على نهج والدهم، واليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين نعيش هذا الأمن والاستقرار، ويكفينا أن نعتبر بما حولنا من البلدان الأخرى؛ لنعرف ونوقن أن من واجبنا الحفاظ على هذه الهبات الربانية، وأن يزداد وفاؤنا لهذه الدولة الكريمة. يقول الشاعر عبدالله اللويحان:
ملكنا عزنا هو مزبن اللاجي وعز الجار
طويل العمر مثل الغيث كل طايله خيره
إللي حارت مشاوير العرب ردوا له الأشوار
تذل له الصعاب بدبرة الخالق وتيسيره
يدير الناس بفكره وهو ما يندار
بناله قصر مجد تاصل الجوزا مقاصيره
- عبدالله البابطين