إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودي الذي يحل في 23 سبتمبر من كل عام ينبغي لكل فرد في المملكة العربية السعودية أن يتخذه يوماً لشكر الله تعالى، حيث وفق الله عاهل المملكة العربية السعودية الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أن تتوج جهوده في توحيد المملكة
بأن يكون لها كلها اسم واحد، فبعد أن كانت المملكة تتألف قبله من تسع وحدات سياسية ما بين مملكة وإمارة، وإقليم صارت داراً واحدة للجميع، وصار أهلها الذين عاشوا في الحروب ما بين جزء منها وآخر وحدة واحدة لا سلطان لأحد منهم على آخر إلا سلطان الشرع الشريف. الشكر لله تعالى على أن بدَّل تلك الحال السابقة التي كانت بلادنا تعيشها قبل جهود أو جهاد الملك المؤسس رحمه الله قبائل وفرقاً يقاتل بعضها بعضاً ويعتدي القوي على الضعيف وفي شظف العيش الذي قد يصل أحياناً إلى حد العوز والجوع، فكان يجتمع على الناس آنذاك الخوف والجوع، وكان التنقل داخل البلاد مغامرة ما بعدها مغامرة، لكثرة اللصوص والمغيرين المنتهبين.
وقد أبدلهم الله بذلك وحدة الأرض، وأمن الشرع على النفس والمال.
ولم يكن ينقصها إلا وفرة الموارد المالية فيسر الله أن يقوم أهلها تحت قيادة وتوجيه الملك المؤسس باستخراج كنوزها من النفط والغاز، فأبدلهم الله بالشقاء في طلب المعيشة رخاءً مثلما أبدلهم أمناً، ولذلك يتعين علينا أن نحمد الله تعالى على نعمة الأمن والأمان والرخاء في الأوطان.
ذلك ما ينبغي أن يتذكره الجميع في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ويجب على الأدباء والكتاب القادرين على الكتابة أن يشرحوا ما ذكرناه لتعرفة ناشئة البلاد التي نشأت فيما نحن عليه الآن، ولم تدرك أزمان الصعاب والمتاعب قبل قيام الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بالعمل الذي جمع بين الشجاعة وحسن السياسة، فرحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً.