|
جازان - أحمد حكمي - عبد الله عكور:
حظيت منطقة جازان كغيرها من مناطق المملكة باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة؛ فتحققت النهضة التنموية والاقتصادية للمنطقة بشكل متسارع، وظهرت معالم التنمية في جميع القطاعات، ومنها الاستثمار الذي يُعد واحداً من القطاعات المهمة في منطقة جازان؛ إذ قدمت المملكة العديد من التسهيلات للمستثمرين للاستفادة من الفرص المتاحة في المنطقة التي تتميز بتضاريس مختلفة، يندر وجودها في أي منطقة أخرى؛ وذلك لاحتوائها على جميع البيئات المختلفة، مثل الجزر والسهل والجبل.
وعندما تحل أي مناسبة وطنية لا ينسى أهالي جازان الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - قبل 8 سنوات للمنطقة، التي تعد باكورة الانطلاقة للعديد من المشاريع المهمة في منطقة جازان؛ إذ أرسى فيها - حفظه الله - قواعد النمو والنهضة، ووضع حجر الأساس للعديد من المشاريع التي أصبحت بفضل الله شامخة، ويجني أهالي المنطقة ثمارها. كما أولى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان الاستثمار أهمية بالغة كغيره من القطاعات الأخرى في المنطقة، وأعاد صياغة الكثير من الفرص الاستثمارية، وطرح الكثير من التسهيلات من أجل جذب المستثمرين.
وتُعد مدينة جازان الاقتصادية، هدية خادم الحرمين لأبنائه في منطقة جازان، واحدةً من أهم الفرص الاستثمارية في المنطقة، وتقع على بُعد 50كم شمال مدينة جازان، بمساحة نحو (100) مليون متر مربع، بطول 12كلم بمحاذاة الشريط الساحلي، وعمق 8كلم. وسوف تستقطب هذه المدينة استثمارات تزيد على (100) مليار ريال من الاستثمارات الصناعية والتجارية والسكنية، وذلك عند اكتمال إنشاء البنية التحتية في المدينة؛ الأمر الذي سوف يساهم في توفير نحو 500 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. وفي الوقت الذي انسحبت فيه العديد من الشركات العالمية من تنفيذ البنى التحتية للمدينة وجّه خادم الحرمين - حفظه الله - بتولي المهمة لشركة أرامكو، وسبقه توجيه كريم بتوليها أيضاً مهمة بناء وتشغيل مصفاة وفرضة جازان، وتصبح مملوكة بالكامل للشركة، وتدخل ضمن شبكة التكرير العائدة للشركة بهدف الوفاء بحاجات المملكة من الطاقة وتصدير الفائض من منتجاتها إلى الأسواق العالمية؛ ليكون هذا المشروع بمنزلة العمود الفقري للمدينة الاقتصادية الجديدة؛ الأمر الذي يدل على حرص القيادة على أبنائها، وحرصها على إنجاز عهد قطعته من أجل التنمية. وبالفعل بدأت المدينة تأخذ وضعها من خلال انطلاقة مصنع الحديد والصلب الذي بدأ إنتاجه، وستعقبه العديد من المصانع التي سيبدأ إنتاجها قريباً. كل هذه الفرص الاستثمارية التي تحظى بها المدينة الاقتصادية وغيرها من الفرص الأخرى المتاحة في الجزر مثل جزيرة آمنة وجزيرة أم الكتف، وكذلك في السهل وفي الجبل، ما زال الكثير منها ينتظر المستثمرين بل تقدم الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة لكل من أراد التقدم لها دراسة جدوى، يمكنه الاستفادة منها قبل الانطلاقة في أي مشروع. أمام هذا الضخ الاستثماري الكبير يجد المواطن نفسه أمام نهضة قوية تحتاج منه إلى الجد والاجتهاد؛ حتى يخدم وطنه، ويقدم ولو شيئاً يسيراً، سيكون له أثره على البناء؛ وبالتالي سينعكس على الأجيال القادمة.
تكتسب منطقة جازان أهمية اقتصادية بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي اقتصادياً من الجهة الغربية للمملكة على الحدود مع جمهورية اليمن والمتاخمة لدول القرن الإفريقي الذي جعلها تكتظ بالعديد من الفرص الاستثمارية النادرة التي لا تتوافر في أي منطقة أخرى، حيث توجد أمام منفذ بحري هام على البحر الأحمر والقريب من دول القرن الإفريقي وهو ميناء جازان، الذي سيشكل أحد أهم موانئ المملكة لقربه من محور الملاحة الدولي للتجارة العالمية الممتد عبر البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي ودول القرن الإفريقي. ساهمت هذه المزايا في زيادة الفرص الاستثمارية والتبادل التجاري وتطوير التجارة البينية بين المملكة والدول على هذا المحور.
يقول أمين غرفة جازان أمين المجلس الاقتصادي بالمنطقة المهندس أحمد القنفذي لـ «الجزيرة» أن الفرص الاستثمارية في المنطقة متعددة ودائما ما ينادي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز المستثمرين أمير المنطقة للاستفادة منها في ظل التسهيلات المقدمة من جميع الجهات.
سلة غذاء المملكة والفرص المتاحة
يقول م. القنفذي يطلق على جازان (سلة غذاء المملكة) حيث تعتبر الزراعة من أهم الأنشطة الاقتصادية في المنطقة نظراً لخصوبة أراضيها، وما يشجع الاستثمار الزراعي في منطقة جازان توفر المصادر المائية حيث تعد المنطقة من أغنى مناطق المملكة بمصادر المياه المتجددة بالإضافة إلى وجود شبكات للري متكاملة للسدود العملاقة الموجودة في المنطقة. كما تتميز المنطقة بالفواكه الاستوائية وشبه الاستوائية (المانجو والباباي والموز والتين والجوافة والأناناس) وأيضا محاصيل الخضار (الطماطم والباميا والباذنجان والفجل والخضروات الورقية)، وكذلك الدخن والذرة الرفيعة إلى جانب النباتات العطرية مثل (الكاذي والريحان والفل والبعيثران والشار والشيح).
الثروة السمكية واستزراع الربيان
وفي مجال الثروة السمكية يقول أمين الغرفة: تعتبر المنطقة من أكثر مناطق المملكة الواعدة في مجال الاستزراع السمكي حيث أثبتت المسوحات التي قامت بها إدارة المزارع السمكية بوزارة الزراعة توفر المناخ الاستوائي المناسب للاستزراع السمكي على مدار العام، ووجود السبخات الساحلية والجزر والخلجات تزيد من جودة ومناسبة هذه السواحل للاستزراع السمكي.
المواد الخام والثروات الطبيعية
وأضاف القنفذي: المجال الصناعي لا يقل أهمية هو الآخر نظراً لتوفر البنية التحتية والخدمات الأساسية للصناعة في كلا المدينتين الاقتصادية والصناعية بالإضافة إلى توفر المواد الخام والثروات الطبيعية والمعدنية ووجود مشاريع صناعية عملاقة إلى جانب الفرص الاستثمارية المتنوعة في النقل البحري والتطوير العقاري والنقل العام والمدارس الأهلية والعالمية.
جزيرة أم الكتف فرصة للمستثمرين
من جهتها طرحت أمانة منطقة جازان في وقت سابق «جزيرة أم الكتف» كفرصة استثمارية في منافسة عامة أمام المستثمرين من بين الجزر التي تم طرحها للاستثمار فيما قامت الأمانة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار بإعداد التصورات الفنية للمشروع.
وأوضح أمين المنطقة المهندس عبدالله بن محمد القرني أن جزيرة أم الكتف تقع جنوب غرب مدينة جازان على بعد 13 كيلومترا عن ميناء مدينة جازان وعلى بعد 29 كيلومترا عن جزيرة فرسان، وتدور الفكرة التطويرية لها أنها صممت لتكون منتجعاً سياحياً يوفر أرقى المرافق والخدمات ووسائل الترفيه والاستجمام المرتبطة بالبيئة بحيث يساعد على وضع نموذج للجزر السياحية بمنطقة جازان ويشتمل التصور على وحدات للإيواء لها شواطئ خاصة بمساحات كبيرة ووحدات للإيواء بشواطئ مشتركة بمساحات متوسطة وصغيرة ووحدات الإيواء العائمة ومنطقة مطاعم وأنشطة ترفيهية ومنتجع صحي وجزر استرخاء ومرسى للقوارب واليخوت وناد للغوص والأنشطة البحرية. كما طرحت الأمانة عدداً من المشاريع الاستثمارية تصل إلى 14 مشروعا، ما بين أبراج تجارية سكنية ومنتجعات سياحية ومشاريع ترفيهية وكافيتريات وسوق للخضار والفاكهة ومصنع للثلج ومصنع تعليب أسماك وصالات رياضية وملاعب وأكشاك موزعة على أرجاء المدينة وبمساحات مختلفة.
منتجع استشفائي في العيون الحارة
من جانبه أوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة السياحة والآثار المهندس رستم بن مقبول الكبيسي بأن منطقة جازان تتميز بتعدد تضاريسها الجبلية والبحرية من خلال الجزر وكذلك السهول والأودية وبالتالي في الفرص الاستثمارية في المجال السياحي متاحة وبشكل كبير مع النشاط التي تشهده المنطقة بشكل فعال خلال المهرجانات التي تقام فيها من أهم الفرص الاستثمارية مجمعات مطاعم وإنشاء المجمعات السكنية (كمباوند) وأيضا منتجع استشفائي في العيون الحارة ومدن ترفيهية مغلقة.